أبرز المواضيعأخر الأخبار

نازحة تروي تفاصيل الخروج القاسي من مدينة أنهكها الحصار والمعارك

شهادة من قلب الفاشر… نزوح تحت النار وحكاية مدينة لم تعد كما كانت

متابعات – سودان لايف نيوز
روت نازحة من مدينة الفاشر، أطلقت على نفسها اسم “سليمة” حفاظاً على سلامتها، تفاصيل أيام قاسية عاشها المدنيون خلال المعارك والحصار الذي شهدته المدينة قبل سيطرة قوات الدعم السريع عليها، في صراع دامٍ بين الجيش السوداني وحلفائه من جهة، وقوات الدعم السريع من جهة أخرى.

وقالت سليمة، في حديثها عن تجربتها عقب مغادرتها المدينة، إن الفاشر تحولت إلى مكان يختلط فيه صوت القذائف بحركة الناس اليومية، وسط أحياء مهجورة ومنازل مدمرة، حيث حاولت مع ابنتها التمسك بالأمل رغم تصاعد الخوف وانعدام مقومات الحياة.

وبحسب محرر سودان لايف نيوز، تعكس شهادة سليمة جانباً من المعاناة الإنسانية التي عاشها آلاف المدنيين خلال الحصار، في ظل نقص حاد في الغذاء والدواء، وارتفاع غير مسبوق في أسعار السلع الأساسية، إضافة إلى توقف الخدمات الصحية واستمرار المواجهات لساعات طويلة يومياً.

وأوضحت سليمة أن قرار مغادرة الفاشر جاء بعد أن أصبح البقاء مستحيلاً، مع تدهور الأوضاع الأمنية والمعيشية، مشيرة إلى أن رحلة النزوح كانت محفوفة بالمخاطر، حيث اضطر الفارون إلى السير لساعات طويلة في ظل العطش والجوع، ودون وسائل نقل، وصولاً إلى مناطق خارج المدينة.

وتحدثت عن مشاهد صعبة رافقت طريق النزوح، وعن اعتقال مجموعة من الشباب أمام أعين المدنيين، قبل اقتيادهم إلى جهة غير معلومة، في ظل اتهامات بالانتماء إلى أطراف تقاتل في صفوف الجيش، مؤكدة أن مصيرهم ظل مجهولاً حتى اليوم التالي.

وأضافت أن آلاف النازحين واصلوا رحلتهم عبر عدة مناطق وصولاً إلى طويلة، حيث استقبلهم السكان المحليون وقدموا لهم ما تيسر من الطعام، إلا أن المعاناة استمرت بسبب نقص الخدمات الأساسية، وعلى رأسها مرافق الصرف الصحي، ما زاد من صعوبة أوضاع الأسر والأطفال.

وتضم مدينة الفاشر معسكرات كبيرة للنازحين من جولات سابقة للنزاع في دارفور، فيما تؤكد منظمات حقوقية أن المدينة شهدت انتهاكات واسعة النطاق قبل وبعد سيطرة قوات الدعم السريع عليها، وسط تحذيرات من تفاقم الأزمة الإنسانية في الإقليم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى