أبرز المواضيعأخر الأخبار

موقف مصري غير مسبوق… تحذير واضح بشأن مستقبل السودان

متابعات سودان لايف نيوز – في ظل تصاعد الحرب في السودان وتعقّد مساراتها الإقليمية، برز الموقف المصري الأخير كرسالة مباشرة تعكس سعي القاهرة إلى إعادة ضبط حدود دورها الإقليمي، وسط مخاوف متزايدة تتعلق بالأمن والاستقرار في الجوار الجنوبي.

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أكد، في تصريحات أدلى بها الأحد، أن البيان الصادر عن مصر بشأن تطورات الأوضاع في السودان يستند إلى ما وصفه بـ “خطوط حمراء” لا يمكن تجاوزها، وفي مقدمتها وحدة الأراضي السودانية وحماية مؤسسات الدولة الوطنية، مشدداً على أن أمن السودان يُعد جزءاً لا يتجزأ من منظومة الأمن القومي المصري.

وفي مقابلة مع قناة آر تي العربية، أوضح عبد العاطي أن موقف القاهرة تجاه السودان لم يتغير، لكنه اتخذ هذه المرة صياغة أكثر وضوحاً ومباشرة، مؤكداً أن مصر ترفض بشكل قاطع أي محاولات للمساس بالمؤسسات الوطنية السودانية أو الدفع نحو انهيارها، كما ترفض أي سيناريو يؤدي إلى تقسيم البلاد أو اقتطاع أجزاء من أراضيها.

وأشار الوزير إلى أن استناد مصر إلى اتفاقية الدفاع المشترك مع السودان يأتي في إطار القانون الدولي، الذي يجيز تقديم الدعم بهدف حماية وحدة الدول وسلامة مؤسساتها، موضحاً أن الرسالة المصرية موجّهة إلى كل الأطراف التي قد تسعى إلى الإضرار بأمن السودان أو تهديد استقراره.

وفيما يتعلق باتهامات وجهتها قوات الدعم السريع لمصر بشأن تدخلات عسكرية أو تنفيذ غارات جوية، نفى عبد العاطي صحة هذه الادعاءات، مؤكداً أن دور القاهرة يقتصر على الدعم السياسي والدبلوماسي، وأن مصر تقف إلى جانب الدولة الوطنية وترفض الاعتراف أو التعامل مع أي كيانات موازية.

وأضاف أن مصر تعمل حالياً على الدفع نحو هدنة إنسانية يمكن أن تشكّل مدخلاً لوقف إطلاق النار، كاشفاً عن وجود استعداد من الجانب السوداني لإنشاء مناطق آمنة لحماية المدنيين، خصوصاً في مدينة الفاشر التي تشهد أوضاعاً إنسانية وأمنية بالغة التعقيد.

وأكد عبد العاطي أن القاهرة، بالتنسيق مع دول الرباعية الدولية (مصر، السعودية، الإمارات، الولايات المتحدة)، تسعى إلى هدنة إنسانية تمهّد لوقف دائم للقتال، ولبداية عملية سياسية شاملة يحدد من خلالها السودانيون مستقبلهم بعيداً عن أي تدخلات خارجية.

ويأتي هذا الموقف المصري في ظل استمرار الحرب في السودان منذ أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع، وما رافقها من تقارير عن انتهاكات واسعة بحق المدنيين، خاصة في مدينة الفاشر التي شهدت أعمال عنف واتهامات بارتكاب جرائم جسيمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى