في تطور لافت يعكس تعقيدات المشهد السياسي والعسكري في السودان، كشفت صحيفة «جوبا 64» الإخبارية عن تفاصيل اتفاق ثلاثي وُصف بالحسّاس، جمع بين رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، ورئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، بشأن توزيع عائدات النفط ورسوم عبوره عبر الأراضي السودانية.
وبحسب ما أوردته الصحيفة، فقد جرى التوصل إلى الاتفاق في ظل ظروف أمنية وسياسية معقدة فرضتها الحرب المستمرة داخل السودان، ما أدى إلى نشوء توازنات جديدة على الأرض انعكست مباشرة على طريقة إدارة الموارد الاستراتيجية، وفي مقدمتها قطاع النفط.
وينص الاتفاق على أن تحصل الأطراف السودانية مجتمعة على 11 دولارًا عن كل برميل نفط يتم نقله عبر الأراضي السودانية. ووفقًا للتفاهم، تُخصص 7 دولارات لحكومة السودان باعتبارها رسوم عبور وخدمات متعلقة بالبنية التحتية النفطية، في حين تؤول 4 دولارات إلى قوات الدعم السريع استنادًا إلى سيطرتها الميدانية على منطقة هجليج النفطية.
ويعكس هذا التوزيع، بحسب مراقبين، صيغة عملية لتقاسم العائدات بما يتماشى مع موازين القوى القائمة على الأرض، في محاولة لضمان استمرار تدفق النفط وعدم تعطّل صادراته، خاصة أن النفط يمثل المورد الاقتصادي الرئيسي لجنوب السودان، ومصدرًا مهمًا للإيرادات بالنسبة للخرطوم.
ويأتي هذا التفاهم في وقت تشهد فيه البلاد إدارة غير تقليدية للموارد الاستراتيجية نتيجة الحرب، حيث بات استمرار تصدير النفط عبر السودان عنصرًا أساسيًا للحفاظ على قدر من الاستقرار الاقتصادي، سواء للسودان أو لدولة جنوب السودان.
ويرى محللون أن هذا الاتفاق يعكس محاولة مؤقتة من الأطراف الثلاثة لإيجاد آلية تضمن استمرار العائدات النفطية وتجنب شلل القطاع، في ظل الأوضاع الأمنية الهشة، إلى حين حدوث تغييرات أوسع في المشهد السياسي والعسكري
