
متابعات – سودان لايف نيوز – أطلق محمد الأمين ترك، ناظر عموم قبائل الهدندوة في شرق السودان وأحد أبرز الداعمين لتنظيم الإخوان والجيش، تصريحات مثيرة للجدل هدد فيها بفتح البحر الأحمر أمام القوات الروسية لاستهداف الولايات المتحدة. ترك، وهو عضو بارز في الكتلة الديمقراطية التي دعمت انقلاب قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في أكتوبر 2021، قال إنهم سيضغطون على الحكومة للسماح لروسيا بإقامة قاعدة بحرية على شواطئ السودان، موجهاً حديثه مباشرة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب محذراً من استمرار تهديداته للحكومة السودانية.
ترك أوضح في حديثه أن أي استمرار للضغوط الأميركية سيقابل بتحركات شعبية واسعة، مؤكداً أن مظاهرات ستنظم للضغط على الحكومة السودانية لإدخال الروس وإقامة قاعدة بحرية تستهدف الولايات المتحدة. هذه التصريحات جاءت بعد أسابيع قليلة من عودته من موسكو، وسط جدل متزايد بشأن تجديد السلطة القائمة في بورتسودان اتصالاتها مع روسيا حول إنشاء قاعدة بحرية على البحر الأحمر، رغم اعتراض الولايات المتحدة ودول المنطقة على هذه الخطوة.
في عام 2021، قاد محمد الأمين ترك خطوات بارزة لدعم الجيش وإضعاف الحكومة المدنية بقيادة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، حيث أشرف على مجموعات شعبية أغلقت ميناء بورتسودان والطريق الرئيسي الرابط بين المدينة ومناطق البلاد الأخرى، مما أدى إلى تعطيل حركة السلع والأدوية والبضائع الأساسية. هذه التحركات عززت موقعه كأحد أبرز الشخصيات المؤثرة في المشهد السياسي بشرق السودان.
الولايات المتحدة قدمت خطة لوقف الحرب في السودان ضمن إطار تنسيقي مع شركائها في المجموعة الرباعية التي تضم الإمارات والسعودية ومصر. الخطة تدعو إلى هدنة مدتها ثلاثة أشهر، يعقبها وقف دائم لإطلاق النار والدخول في عملية سياسية تهدف إلى إنهاء الأزمة المتفاقمة في البلاد نتيجة الحرب المستمرة منذ منتصف أبريل 2023، والتي أدت إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل غير مسبوق.
رغم التراجع الكبير للجيش السوداني وسيطرة قوات الدعم السريع على إقليم دارفور وتقدمها في إقليم كردفان المجاور بعد السيطرة على مدينتي بابنوسة وهجليج الاستراتيجيتين، فإن حلفاء الجيش من تنظيم الإخوان يواصلون الإصرار على خيار استمرار الحرب. هذه المواجهات أدت إلى فقدان أكثر من 150 ألف شخص حياتهم وتشريد نحو 15 مليوناً من مناطقهم، إضافة إلى خسائر اقتصادية بمئات المليارات من الدولارات.
يرى مراقبون أن إطالة أمد الحرب ترتبط بشكل مباشر بطموحات قيادة الجيش الحالية وحلفائه في تنظيم الإخوان للبقاء في السلطة، في ظل مخاوفهم من أن أي مسار سلام جاد قد يؤدي إلى إصلاح القطاع الأمني وفرض التزامات تحد من قبضتهم السياسية والاقتصادية والأمنية. هذه المخاوف تجعل خيار الاستمرار في الحرب بالنسبة لهم وسيلة للحفاظ على النفوذ والسيطرة في المشهد السوداني.



