
في مواجهة كشفت الفوارق الفنية والذهنية بين الطرفين، أبدى جولين لوبيتيغي المدير الفني لمنتخب قطر أسفه العميق بعد السقوط بثلاثية نظيفة أمام منتخب تونس، في الجولة الثالثة والأخيرة من منافسات المجموعة الأولى ضمن مرحلة المجموعات لبطولة كأس العرب لكرة القدم. الخسارة جاءت لتؤكد نهاية مشوار المنتخب القطري في البطولة مبكراً، وسط أداء لم يرتقِ إلى مستوى التطلعات، فيما استثمر المنتخب التونسي الفرص المتاحة ليحقق فوزاً شرفياً في العاصمة الدوحة.
منتخب تونس تمكن من تحقيق انتصار معنوي بثلاثة أهداف دون رد على مضيفه منتخب قطر، في اللقاء الذي أقيم يوم الأحد ضمن الجولة الثالثة والأخيرة من المجموعة الأولى. المباراة التي احتضنتها العاصمة القطرية الدوحة جاءت لتمنح المنتخب التونسي ثلاث نقاط رفعت رصيده إلى أربع نقاط، في حين بقي المنتخب القطري في المركز الأخير بنقطة واحدة فقط، ليغادر كلا الفريقين البطولة من الدور الأول دون أن يتمكنا من بلوغ الأدوار الإقصائية.
النتائج النهائية للمجموعة الأولى وضعت منتخب تونس في المركز الثالث بفارق نقطة خلف منتخبي فلسطين وسوريا، اللذين احتلا المركزين الأول والثاني على التوالي بعد تعادلهما السلبي في الجولة ذاتها. هذا التعادل منح الفريقين بطاقة العبور إلى الدور التالي، بينما ظل المنتخب القطري في ذيل الترتيب برصيد نقطة واحدة، ليودع المنافسات مبكراً وسط خيبة أمل كبيرة لجماهيره.
المباراة شهدت افتتاح التسجيل عبر بن رمضان في الدقيقة السادسة عشرة، قبل أن يضيف ياسين مرياح الهدف الثاني في الدقيقة الثانية والستين. وبعد طرد سيف الدين الجزيري في الدقيقة الخامسة والستين إثر حصوله على الإنذار الثاني، لعب المنتخب التونسي بعشرة لاعبين، لكنه رغم النقص العددي تمكن من تعزيز النتيجة بهدف ثالث سجله محمد بن علي في الدقيقة الرابعة من الوقت المحتسب بدلاً من الضائع للشوط الثاني، ليؤكد تفوقه الكامل على أرض الملعب.
لوبيتيغي تحدث في المؤتمر الصحافي عقب اللقاء مؤكداً أن فريقه أهدر العديد من الفرص، بينما استغل المنتخب التونسي كل فرصة لصالحه ليحسم المواجهة بثلاثية مستحقة. المدرب الإسباني أشار إلى أن غياب بعض العناصر الأساسية أثر على الأداء العام، لكنه شدد على أن المسؤولية تقع أولاً عليه شخصياً، معتبراً أن هذه الخسارة تمثل اختباراً للمستقبل ومرحلة ضرورية في طريق الاستعداد لكأس العالم 2026.
مدرب المنتخب القطري أوضح أن الوقت الحالي لا يسمح بالحديث عن قرعة كأس العالم، مؤكداً أن مجرد التواجد في البطولة العالمية يعد إنجازاً كبيراً. لكنه في الوقت ذاته أشار إلى أن الحزن والإحباط يسيطران على الفريق بعد هذه الخسارة، وهو ما انعكس على الأجواء داخل المعسكر القطري عقب نهاية المباراة.
القرعة الخاصة بكأس العالم وضعت منتخب قطر في المجموعة الثانية إلى جانب منتخبات كندا وسويسرا، إضافة إلى المتأهل من المسار الأول في الملحق الأوروبي الذي يضم منتخبات إيطاليا وآيرلندا الشمالية وويلز والبوسنة والهرسك. لوبيتيغي اعتبر أن المنافسة في المجموعة التي شارك فيها المنتخب القطري كانت صعبة، لكنه أقر بأن أداء فريقه لم يكن بالمستوى المطلوب ولم يلبِ التطلعات.
وفي ختام تصريحاته، طالب لوبيتيغي لاعبي المنتخب القطري بضرورة النهوض سريعاً بعد هذه الهزيمة، مشدداً على أن كرة القدم مليئة بالتحديات وأن مواجهة اللحظات الصعبة تتطلب روحاً أقوى وإصراراً أكبر، في إشارة إلى أهمية تجاوز هذه المرحلة والاستعداد للاستحقاقات المقبلة بروح جديدة.



