
رغم التراجع الميداني الواضح للقوات المسلحة السودانية عقب توسع سيطرة قوات الدعم السريع في دارفور وكردفان خلال الأسابيع الأخيرة، لا تزال القيادة العسكرية تواصل خيار المواجهة بدلاً من المسارات السياسية المقترحة دولياً، في وقت تشير فيه تقديرات منظمات دولية إلى حجم كبير للخسائر البشرية والاقتصادية والنزوح.
ويرى محللون أن استمرار القتال يرتبط بعدم وضوح مسار سياسي متفق عليه بين مختلف أطراف المشهد السوداني، إضافة إلى مخاوف داخل المؤسسة العسكرية وعدد من القوى المتحالفة معها من أن أي اتفاق شامل قد يقود إلى ترتيبات جديدة تشمل إصلاح القطاع الأمني وتقليص نفوذ بعض الأطراف.
كما تشير قراءات أخرى إلى أن الخطاب الرسمي يستخدم مفاهيم مرتبطة بالسيادة ووحدة البلاد، بينما يرى منتقدون أن هذا الخطاب يساهم في إطالة الحرب ورفض المبادرات الإقليمية والدولية المطروحة حتى الآن.
وفي السياق ذاته، قالت تقارير متخصصة إن السودان يبحث عن دعم عسكري خارجي لتعزيز قدراته الدفاعية، ويجري مناقشات مع موسكو بشأن صفقات تشمل أنظمة دفاع جوي متقدمة مقابل تسهيلات في قطاعات اقتصادية. ولم يصدر تأكيد رسمي شامل حول تفاصيل هذه الترتيبات، بينما يرى خبراء عسكريون أن الاعتماد على السلاح وحده لن يغير موازين الصراع ما لم تتوفر قيادة موحدة وهيكل واضح للعمليات.
ويرى ضباط سابقون أن تعدد القوى المسلحة المتحالفة مع القوات النظامية وضعف السيطرة المركزية يؤثر على الأداء الميداني، محذرين من أن استمرار القتال دون حلول سياسية قد يؤدي إلى مزيد من التدهور على مستوى القدرات العسكرية والبنية المؤسسية.
وتتزامن هذه التحذيرات مع استمرار تعثر المبادرات السياسية، ما يثير مخاوف من أن يؤدي غياب مسار تفاوضي واضح إلى إطالة أمد الحرب وزيادة تأثيراتها الإنسانية والاقتصادية على البلاد.



