أبرز المواضيعأخر الأخبار

بعد مقترح واشنطن.. عسكريون مصريون يكشفون آلية إنهاء حرب السودان

أفادت مصادر لـ”العربية.نت” و”الحدث.نت” بأن الولايات المتحدة قد طرحت مقترحًا جديدًا لوقف الحرب في السودان، يقوم على خارطة طريق بثلاثة مسارات رئيسية: عسكري، إنساني، وسياسي، بهدف إنهاء النزاع المستمر منذ أبريل 2023.

 المسار الإنساني: أولوية عاجلة

يهدف المقترح إلى:

فتح الممرات الإنسانية.

ضمان تدفق المساعدات والإغاثة.

تأمين الخدمات الحيوية للسكان في كافة أنحاء السودان.

كما يتضمن تشكيل لجنة دولية لمراقبة وقف إطلاق النار ووضع آليات حماية المدنيين وضمان عودتهم الآمنة.

المسار السياسي: قيادة مدنية بلا إسلاميين

ينص المقترح على إطلاق عملية سياسية تقودها قوى مدنية، مع استبعاد عناصر النظام القديم والإسلاميين، على أن تبدأ العملية بموافقة الجيش والدعم السريع على هدنة أولية تمهيدًا لإنهاء الحرب.

 المسار العسكري: إعادة هيكلة شاملة

يتضمن المقترح:

إخراج جماعة الإخوان من الجيش والأجهزة الأمنية.

دمج المجموعات المسلحة.

تفكيك التشكيلات القتالية خارج سلطة الدولة.

الوصول إلى جيش موحد ومهني يخضع لسلطة مدنية.

هل ينجح المقترح الأميركي؟
 رأي اللواء أسامة محمود

كشف اللواء أركان حرب أسامة محمود أن المقترح الذي حمله مستشار ترامب مسعد بولس إلى مجلس السيادة وقائد الدعم السريع لم يحظَ بموافقة الطرفين.

وأشار إلى أن القلق الرئيسي لدى المجلس السيادي يتعلق بهوية اللجنة الدولية التي ستُرسل إلى السودان، وخشيتهم أن تتحول إلى تدخل دولي ينتزع صلاحياتهم تدريجيًا، خصوصًا أن المقترح يفضي في نهايته إلى حكومة مدنية كاملة بلا أي وجود عسكري.

أما بالنسبة لقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، فيرى محمود أنه يسعى لاستغلال أي فرصة لتحسين موقفه أمام المجتمع الدولي، خاصة بعد الاتهامات الخطيرة التي تلاحق قواته. ولذلك وافق على هدنة أحادية الجانب لمدة ثلاثة أشهر لكسب نقاط سياسية.

ويضيف محمود أن الطرفين يعانيان من مشكلات تنظيمية وضعف قدرات الحسم العسكري، وهو ما قد يدفع واشنطن إلى تعزيز تدخلها في المستقبل.

🎙 رأي اللواء الدكتور أحمد النحاس

من جهته، يرى اللواء أحمد النحاس أن وقف إطلاق النار أصبح مطلبًا محليًا وإقليميًا ودوليًا، وأن انخراط واشنطن الجاد يمثل متغيرًا مهمًا قد يفتح الباب لتهدئة مؤقتة.

لكنّه يوضح أن:

إخراج الإخوان من الجيش عملية معقدة تحتاج لخبراء في الشأن السوداني، وقد تُفسَّر كإعادة هندسة سياسية للقوات المسلحة.

دمج الدعم السريع سابقًا فشل، وحاليًا أصبح الأمر أصعب بعد توسع نفوذه العسكري.

حصر القيادة السياسية في القوى المدنية فقط سيعيد أخطاء الماضي وقد يولّد رفضًا مجتمعيًا واسعًا.

السودانيون ينظرون بحذر إلى البعثات الدولية، باعتبارها منحازة في تجارب سابقة.

ويؤكد النحاس أن نجاح المقترح الأميركي يرتبط بعاملين:

الإرادة الأميركية الحقيقية.

تدخل مباشر من الرئيس الأمريكي نفسه.

المقترح الأميركي يحمل بنودًا جوهرية يمكن أن تغيّر مسار الحرب، لكنه يصطدم بتعقيدات داخلية تتعلق بالثقة، والهويات السياسية، وطموحات قيادات الحرب.
وبين الموقف العسكري المرتبك، والطموح السياسي المضطرب، يبقى السؤال مفتوحًا:

هل تستطيع واشنطن فرض مسار سلام في السودان… أم يبقى النزاع مفتوحًا على احتمالات أخطر؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى