
سجلت ولاية الخرطوم خمس عشرة إصابة مؤكدة بمرض الدفتيريا، بينها ثلاث حالات وفاة خلال ثلاثة أيام فقط، في منطقة الجريف شرق بمحلية شرق النيل، وسط تحذيرات من تفشٍ وبائي وشيك.
الدكتورة أديبة إبراهيم السيد، أخصائية الباطنية والأوبئة وعضو اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان – فرعية خصوصي أم درمان، أطلقت نداءً عاجلاً محذرة من خطورة الوضع الصحي، مؤكدة أن المرض في ازدياد مطّرد وأن كل ساعة تأخير في التدخل تعني مزيدًا من الأرواح المهددة.
وأشارت إلى أن الأوضاع الصحية بلغت مرحلة الخطر، في ظل غياب الإجراءات الوقائية العاجلة، ونقص حاد في الإمداد الدوائي، حيث أصبح الدواء المنقذ للحياة متاحًا فقط في السوق السوداء بأسعار تفوق قدرة المرضى، ما حول كل حالة إصابة إلى مأساة إنسانية متكررة.
الدكتورة أديبة شددت على ضرورة إعلان الخرطوم منطقة موبوءة، مطالبة وزارة الصحة الاتحادية والمنظمات الدولية، وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية، باتخاذ خطوات عاجلة تشمل إعلان رسمي بتفشي المرض، إخطار الجهات المانحة، وتكوين لجان قومية وولائية للاستجابة السريعة.
كما دعت إلى مراجعة كروت التطعيم والتأكد من اكتمال الجرعات، والالتزام بالنظافة الشخصية وتجنب الزحام، مؤكدة أن التطعيم هو خط الدفاع الأول.
المرض الذي يصيب الحلق والأنف وقد يمتد إلى الجلد، يتسبب في تورم شديد بالرقبة وصعوبة في التنفس، وقد يؤدي إلى التهاب دم قاتل عند تأخر العلاج. التدخل المبكر يبقى الفاصل بين الحياة والموت، فيما يبقى الصمت الرسمي تهديدًا إضافيًا لحياة المواطنين.