رصد – سودان لايف
اختار الصحفي السوداني البارز عثمان ميرغني أسلوبًا ساخرًا في تعليقه على الورشة السياسية التي نظمتها الكتلة الديمقراطية بمدينة بورتسودان، واصفًا الحدث بأنه “أخير من قعاد ساي”، في إشارة رمزية إلى محدودية أثره السياسي على مسار الأزمة الوطنية في السودان.
وكتب ميرغني مقالًا بعنوان “ورشة الكتلة الديمقراطية.. للحوار السوداني”، استخدم فيه حكاية شعبية من تجربته الشخصية ليعبر عن رؤيته بأن الورشة لا تتجاوز كونها نشاطًا رمزيًا يفتقر إلى نتائج حقيقية، معتبرًا أنها تشبه “وظيفة حكومية بلا تأثير”، في وقت تتكاثر فيه المبادرات دون تقدم فعلي في مسار الحوار الوطني.
وأوضح محرر سودان لايف أن هذا التعليق الساخر يعكس إحباطًا عامًا داخل الأوساط الصحفية والسياسية من تعدد اللقاءات التي تُعقد تحت شعار “التوافق الوطني” دون أن تقدم حلولًا عملية للأزمة المستمرة.
وتأتي تصريحات ميرغني بالتزامن مع انطلاق ورشة الحوار السوداني التي تنظمها الكتلة الديمقراطية بالتعاون مع منظمة بروموديشن في بورتسودان، بمشاركة قيادات سياسية بارزة، بينها مني أركو مناوي والناظر محمد الأمين ترك، بهدف صياغة رؤية موحدة للأزمة السودانية وسط تعدد المبادرات الإقليمية والدولية.
وخلال الجلسة الافتتاحية، دعا ترك إلى رفض الحلول المفروضة من الخارج، مؤكدًا أن أي وساطة لا تُلزم الأطراف المتصارعة بوقف التصعيد “ستزيد الأزمة تعقيدًا”. أما مناوي، فقد شدد على أن الورشة تسعى إلى توحيد الرؤى السياسية وتنسيق الجهود لتحقيق سلام واستقرار دائمين.
ومع أن الورشة تمثل محاولة جديدة لتحريك المياه الراكدة، إلا أن ردود الفعل الساخرة من شخصيات بحجم عثمان ميرغني تثير تساؤلات حول جدوى هذه اللقاءات ومدى قدرتها على إحداث اختراق حقيقي في الأزمة السودانية الممتدة منذ سنوات.