في إطار تحركاته الدولية الرامية إلى وقف الحرب في السودان، التقى وفد من الحزب الشيوعي السوداني برئاسة د. صدقي كبلو، عضو اللجنة المركزية والمكتب السياسي، مع رئيسة مكتب السودان وجنوب السودان في وزارة الخارجية البريطانية، السيدة كلير ستاونتون، وفريق عملها المختص بشؤون السودان، وذلك بمقر الوزارة في العاصمة البريطانية لندن.
وذكر الحزب في بيان رسمي أن اللقاء تناول رؤية الحزب حول الأزمة السودانية، مؤكدًا على ضرورة الإيقاف الفوري للحرب، وضرورة الضغط الدولي لوقف تدفق السلاح والدعم الإقليمي لطرفي الصراع، بما يُسهم في تهيئة بيئة سياسية آمنة تُمكّن القوى المدنية من قيادة مسار الحل.
وخلال اللقاء، قدّم الوفد شرحًا موسعًا لمبادرة الحزب الشيوعي السوداني بشأن بناء الجبهة العريضة واسترداد الثورة، مشددًا على أن القوى المدنية الثورية داخل السودان، من لجان مقاومة ونقابات واتحادات مطلبية، هي الأقدر على حل الأزمة وتقرير مصير البلاد، رغم ما خلفته الحرب من دمار وانهيار في الخدمات الأساسية.
وأكد الوفد على ضرورة أن يحترم المجتمع الدولي استقلال القرار الوطني، وأن أي دعم خارجي يجب أن يكون غير مشروط أو منحاز، مشيرًا إلى أن التدخلات الأجنبية ساهمت في تعميق الانقسامات، وفتحت المجال أمام العسكر والمليشيات، وهو ما ترفضه قوى الثورة التي طالبت سابقًا بـ عودة الجيش إلى الثكنات وحل المليشيات وبناء دولة مدنية ديمقراطية موحدة.
وشدد الوفد على أن محاسبة أطراف الحرب وعدم مكافأتهم بالمشاركة في أي شكل من أشكال السلطة يُعد مطلبًا عادلًا وأساسيًا، مؤكدًا أن الشعب السوداني يرفض إعادة إنتاج الأزمة عبر تسويات تُبقي على من تسببوا فيها.
كما عرض الوفد موقف الحزب من بيان اللجنة الرباعية ومساعي إنهاء الحرب، مرحبًا بأي جهود دولية تفضي إلى وقف القتال وإنقاذ المدنيين، مع التحفظ على تورط بعض دول الرباعية في تأجيج الصراع السوداني.
وفي ختام اللقاء، عبّر وفد الحزب عن شكره للمملكة المتحدة على دعوتها للاجتماع، وعلى الدعم الإنساني المقدم للسودان، مؤكدًا أهمية استمرار التواصل لبحث القضايا السياسية والإنسانية، وتوضيح المطلوب من المجتمع الدولي، وبريطانيا على وجه الخصوص، لدعم مسار السلام العادل والمستقل في السودان.