رصد – سودان لايف
في كارثة صحية غير مسبوقة، تواجه مدينة كادوقلي بولاية جنوب كردفان أزمة خانقة مع تفشي وباء الكوليرا، حيث أعلنت مصادر طبية بمستشفى كادوقلي التعليمي عن وفاة أكثر من 500 شخص منذ بداية الأزمة، فيما تستمر معدلات الوفيات اليومية بالارتفاع بمعدل يتراوح بين 10 إلى 15 حالة وفاة يومياً. هذا المشهد الكارثي وضع الأهالي أمام معاناة إنسانية وصحية تهدد حياتهم وسط غياب شبه كامل للأدوية الأساسية والخدمات العلاجية.
نقص الأدوية يفاقم الأزمة
بحسب ما نقله محرر سودان لايف عن مصادر طبية، فإن المستشفيات الحكومية تكاد تخلو من أبسط مقومات العلاج، بما في ذلك المحاليل الوريدية الضرورية لإنقاذ مرضى الكوليرا، والتي لا تتوفر إلا في الصيدليات الخاصة بأسعار باهظة وصلت إلى 50 ألف جنيه سوداني للدرب الواحد، ما جعل الحصول عليها بعيد المنال عن أغلب المواطنين.
كما تعاني المستشفيات من انعدام مواد التخدير الضرورية للعمليات الجراحية، وهو ما فاقم معاناة النساء خاصة في حالات الولادة، حيث يقف ضعف الموارد الصحية حاجزاً أمام تقديم أبسط الخدمات.
ضعف المناعة وانتشار الأمراض الأخرى
لم يتوقف الخطر عند الكوليرا فقط، إذ أكدت المصادر أن الوضع الصحي يزداد سوءاً بسبب نقص الغذاء، ما أدى إلى ضعف المناعة لدى السكان وسهّل انتشار أمراض أخرى مثل الملاريا. وباتت المدينة تواجه أزمة مزدوجة: انتشار الأمراض المعدية من جهة، وانعدام الموارد الطبية من جهة أخرى، مع نقص حاد في المضادات الحيوية ومخفضات الحرارة.
الإحصاءات الرسمية تكشف عمق الكارثة
أوضح مسؤول بوزارة الصحة أن إجمالي الإصابات بالكوليرا حتى 27 سبتمبر 2025 بلغ 1851 حالة، بينها 183 حالة وفاة رسمية، مشيراً إلى أن الوباء امتد إلى ثماني محافظات في جنوب كردفان، بينما تبقى كادوقلي مركز الوباء الأول، حيث تتركز النسبة الأكبر من الإصابات والوفيات.
بصيص أمل: تراجع أسعار السلع الغذائية
ورغم قتامة المشهد الصحي، شهدت الأسواق في كادوقلي انفراجاً نسبياً على صعيد المعيشة، حيث أسهم دخول منتجات الخريف في انخفاض أسعار السلع الغذائية الأساسية. فقد تراجع سعر جوال الذرة الرفيعة من 90 ألف جنيه إلى ما بين 17 و24 ألف جنيه، فيما انخفض سعر الزيت من 50 ألفاً إلى 16 ألف جنيه، والسكر من 55 ألفاً إلى 16 ألف جنيه. كما بلغ سعر كيلو اللحمة العجالي 28 ألف جنيه بعد أن كان 32 ألفاً، في حين ظل سعر الدقيق والأرز متذبذباً بين 17 و55 ألف جنيه.
دعوات عاجلة للتدخل
الخبراء والأطباء شددوا على أن استمرار الوضع دون تدخل عاجل سيؤدي إلى انهيار كامل للنظام الصحي في المنطقة، داعين إلى الإسراع بتوفير الأدوية الأساسية، خاصة المحاليل الوريدية والمضادات الحيوية، بجانب دعم المستشفيات بالأدوات الطبية الضرورية. كما طالبوا المنظمات الدولية والإنسانية بالتحرك الفوري لتقديم المساعدات قبل أن تتحول الأزمة إلى كارثة إنسانية أكبر تهدد حياة آلاف الأسر في جنوب كردفان.