
احتفل العديد من الصحفيين والمحللين السياسيين، بخطاب رئيس الوزراء د. كامل ادريس امام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثمانين بنيويورك ، والحق يقال ان الخطاب كان موضوعيا وقويا ، ووضع النقاط فوق حروف الازمة السودانية الحالية بشكل واضح وجلي ، واهمها تحميل المجتمع الدولي — بتقاعسه وتباطؤه وتعامله بسياسة الكيل بمكيالين — مسؤولية اطالة امد الحرب ..وهي النقطة الاهم في خطاب الرجل ..
خطاب د. كامل ، هو كلمة من كلمات عديدة شنفت اذان اعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ بدء الحرب ، ولكن صراحة ( لا حياة لمن تنادي )..
فالازمة — اعزكم الله — ليست في كيفية تدبيج خطاب موضوعي منمق محشو بالاسانيد والبراهين القوية، ولا في استدرار عطف الاعضاء بخطاب عاطفي تقطر حروفه دموعا واسى ..
الازمة الحقيقية ، في انه لا زالت قلوب كثير من الحكومات غلف ، يعلوها صدأ ووقر (صهيوامريكي) ، فلا تسمع صيحات المظلومين واناتهم، ولا تلتفت الى نداءاتهم ورجاءاتهم ..، فضجيج الاجندة ولغة المصالح هي الاعلى صوتا هناك …!!
وتقديري انه ان كان اعضاء الامم المتحدة يتفاعلون مع حروف المنطق والموضوعية ، ونداءات الشعوب المظلومة، لما انحشر العالم الان في ( جحر) الحروب والازمات.. ولما احتاج( كامل ) لان يكون هناك ..،بل ولما جاء كامل مباني الامم المتحدة راجيا متوسلا ،ولاغلق ملف الحرب في السودان في ايامه الاولى ، ولما انفصل جنوب السودان برعاية الامم المتحدة… !! ولخرجت اسرائيل من قطاع غزة والتزمت باتفاق عام 1967 الذي رعته ذات الامم المتحدة…!!، ولما غزا الجيش الامريكي العراق 2003 وقتل الرئيس العراقي صدام حسين امام مرأى ومسمع ذات الامم المتحدة..!!
،ولما غادر الرئيس السوري بشار الاسد موقعه بهذا السيناريوا الدموي والامم المتحدة تنظر…!!
ولما هاجمت اسرائيل قطر وضح النهار ،والى الان لا ( حس ولا خبر) من اعضاء تلك ( الامم المتحدة ).. ولما ….ولما ….ولما ….الخ .
والى الان ، وبكل هذه المأسي والجراحات والانات ، واعضاء الامم المتحدة ، جلهم والى الان يسبحون بحمد الولايات الامريكية وشكر اسرائيل ، بشكل يدعوا للاسى والرثاء لحال حكومات العالم ..
صحيح ان الفترة الاخيرة شهدت تغيرا في مواقف بعض الدول ، وحالة اتزان — لم تكتمل حلقاتها بعد — على صعيد القوى الدولية ، الا ان النفوذ الامريكي لا يزال يلقي بظلاله الكريهة ، على مايدور هناك ، لذا ومع ، تدبيج الخطابات وتنميقها، لا بد من الاستمرار في تعزيز النهج الحالي في السياسة الخارجية بالاستمرار في توسع دائرة علاقاتنا الخارجية على نحو ( استراتيجي) قوي وجاد ،والكف عن ترديد عبارة (الدول الشقيقة والصديقة) الجوفاء ..
ما نحتاج اليه ، تحرك خارجي مؤثر وقوي يستوعب ضجيج صوت لغة المصالح العالي ، لا صرير اقلام خطاباتنا ومرافعاتنا في المحافل الدولية والتي ( ماقتلت ذبابة) ولا انتصرت لحق ..
فلقد اثبتت التجربة ان اثر هذه الخطابات والمرافعات مهما كانت (حلاوته) و(طلاوته) كحال خطاب ( كامل ) ومن سبقوه ، يتبدد ( بانتهاء مراسم ( الهيصة) )..