رصد – سودان لايف
في مشهد احتجاجي يعكس تصاعد الغضب الشعبي، خرج العشرات من سكان مدينة سواكن صباح الثلاثاء في اعتصام أمام مبنى المحلية، مطالبين السلطات بالتدخل العاجل لإزالة أوكار الخمور والمخدرات المنتشرة في عدد من الأحياء، أبرزها حي الصفا مربع (3) ومنطقة المهندسين.
المحتجون أكدوا أن هذه الأنشطة غير القانونية أصبحت تهدد أمن المجتمع المحلي، وتستهدف بشكل مباشر فئة الشباب، في وقت بات فيه الصمت الرسمي مثار انتقاد واسع.
غضب شعبي يضغط على السلطات
المعتصمون رفعوا شعارات قوية تطالب بإنهاء ما وصفوه بـ”التواطؤ الضمني” تجاه تفشي هذه الظواهر، مشيرين إلى أن مواقع بيع وترويج المخدرات والخمور معروفة لدى الأهالي، الأمر الذي يجعل تجاهلها أمرًا غير مبرر.
محرر سودان لايف تابع تفاعل الأهالي مع القضية، حيث اعتبروا أن استمرار هذه الأنشطة يفتح الباب أمام انهيار القيم الاجتماعية ويهدد مستقبل الأجيال الصاعدة.
مسار قانوني معقّد
اللجنة المنظمة للاعتصام أوضحت أنها تواصلت مع المدير التنفيذي لمحلية سواكن، الذي بدوره أحال الملف إلى وكيل النيابة. الأخير اشترط تقديم أسماء أصحاب المنازل المتورطين في تأجير بيوتهم لهذه الأنشطة، وهو ما لم تتمكن اللجنة من توفيره.
هذا التعقيد القانوني دفع السكان إلى التصعيد الشعبي عبر الاعتصام، كخطوة ضغط على الجهات المختصة لاتخاذ إجراءات صارمة، حتى في ظل غياب بعض الملاك.
غياب الملاك واستغلال الأحياء
عدد من المشاركين في الاعتصام أشاروا إلى أن العديد من ملاك المنازل يقيمون خارج سواكن، ما جعل بعض المستأجرين يستغلون الأمر بتحويل تلك المنازل إلى أوكار لتجارة الخمور والمخدرات.
المحتجون طالبوا السلطات بضرورة فرض رقابة صارمة على هذه العقارات، وفتح بلاغات فورية ضد كل من يثبت تورطه في تأجير أو استغلال المنازل لأغراض غير قانونية.
رفض مجتمعي قاطع
اللجنة المنظمة شددت على أن سكان سواكن يرفضون بشكل مطلق استمرار هذه الممارسات في أحيائهم، معتبرين أن انتشار المخدرات والخمور خطر مباشر على أبنائهم وأمنهم المجتمعي.
وأكد المحتجون أن اعتصامهم جاء بعد استنفاد كل السبل القانونية، وأنهم سيواصلون خطوات التصعيد السلمي إلى حين الاستجابة لمطالبهم، حتى لا تتحول مدينتهم السياحية والتاريخية إلى بيئة حاضنة للجريمة والانحراف.
سواكن.. تاريخ عريق يواجه تحديات الحاضر
مدينة سواكن، الواقعة على الساحل الغربي للبحر الأحمر، تبعد نحو 54 كيلومترًا عن بورتسودان وقرابة 642 كيلومترًا عن الخرطوم. اشتهرت عبر القرون كأهم موانئ السودان، وبنيت منازلها القديمة فوق جزيرة مرجانية فريدة.
اليوم، تُعد المدينة موقعًا سياحيًا بارزًا، حيث قامت تركيا خلال السنوات الماضية بترميم العديد من مبانيها العثمانية، لتستعيد جزءًا من رونقها التاريخي. لكن رغم هذا الإرث العريق، تواجه سواكن تحديات اجتماعية وأمنية متفاقمة بسبب انتشار أوكار الجريمة داخل بعض أحيائها.