
رصد – سودان لايف
أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن السودان يشهد أسوأ تفشٍ لوباء الكوليرا منذ سنوات طويلة، حيث أدى المرض إلى وفاة 2500 شخص، فيما تجاوز عدد الحالات المشتبه بها 100 ألف إصابة موزعة على مختلف أنحاء البلاد. يأتي ذلك في وقت يشهد فيه القطاع الصحي انهيارًا شبه كامل نتيجة الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين.
انهيار البنية التحتية الصحية
وفي تصريحات نقلتها وسائل إعلام سودانية، قال خوسيه لويس، رئيس عمليات اللجنة في السودان، إن الوضع الصحي يتدهور بوتيرة سريعة بسبب النزاع المسلح الذي أدى إلى تدمير المستشفيات والمراكز الطبية وترك ملايين المواطنين بلا مياه نظيفة أو خدمات صحية أساسية.
وأشار إلى أن موسم الأمطار ساهم في تسريع انتشار الوباء، خاصة في المناطق الم densely populated، مما يضاعف المخاطر على الفئات الأكثر هشاشة مثل الأطفال وكبار السن والنازحين.
دعوات لتحرك عاجل
ودعا المسؤول الأممي إلى تحرك عاجل وتنسيق دولي من أجل مواجهة الكارثة الإنسانية المتفاقمة، مؤكدًا أن توفير الدعم الطبي والإنساني أصبح ضرورة ملحّة للحد من انتشار المرض وإنقاذ أرواح الآلاف.
الكوليرا والحرب في السودان
تأتي هذه الكارثة الصحية في وقت يعيش فيه السودان تداعيات الحرب المدمرة التي اندلعت في 15 أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية بقيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي).
وقد أدت الحرب إلى انهيار شامل في الخدمات الصحية والمعيشية، وفاقمت أزمة النزوح الداخلي والخارجي، حيث يواجه ملايين السودانيين ظروفًا إنسانية صعبة بلا مأوى أو غذاء كافٍ أو رعاية طبية.
أزمة إنسانية مركّبة
ويرى مراقبون أن تفشي الكوليرا في السودان يعكس أحد أخطر تداعيات الحرب الحالية، إذ اجتمعت أزمة النزاع مع الانهيار الاقتصادي، وانعدام الأمن الغذائي، وانتشار الأوبئة، لتشكل مزيجًا كارثيًا يهدد حياة ملايين السكان.
وأكدت منظمات إغاثية أن السودان بحاجة إلى خطة استجابة عاجلة تشمل توفير الأدوية، وإمدادات المياه النظيفة، وحملات توعية صحية لوقف انتشار المرض، مشددة على أن الوضع قد يخرج عن السيطرة إذا لم يتم التدخل بشكل منسق وسريع.