أزمة التمويل الزراعي في القضارف تهدد الأمن الغذائي بالسودان، مع تجميد أموال البنك الزراعي وتراجع دور البنوك التجارية، في وقت تتصاعد فيه مؤشرات المجاعة وفق تقارير دولية.
تعيش ولاية القضارف أزمة خانقة في التمويل الزراعي بعد انهيار الموسم المطري وتجميد أموال البنك الزراعي، ما دفع المزارعين إلى إطلاق نداءات استغاثة لإنقاذ الموسم دون استجابة حكومية، في وقت تتصاعد فيه المخاوف من تهديد مباشر لـ الأمن الغذائي في السودان.
تجميد التمويل وتراجع السيولة
المزارعون لم يتمكنوا من الحصول على تمويل “الكديب”، وهي مرحلة حاسمة في الدورة الزراعية، نتيجة القيود المفروضة على البنك الزراعي وضعف البنوك التجارية. هذا الوضع أجبرهم على محاولة التمويل الذاتي، لكن تقلبات الدولار وغياب السيولة أجهضت المساعي.
أرقام صادمة ومليارات مجمدة
خبراء مصرفيون أكدوا أن الأزمة كشفت عجز المنظومة المصرفية، حيث خرجت 95% من الكتلة النقدية من النظام البنكي، فيما تسيطر الأسواق الموازية على أكثر من 85% من النشاط الاقتصادي. ووفق تقديرات المزارعين، هناك أكثر من مليون جوال محبوسة في الصوامع، ومليارات الجنيهات مجمّدة خارج الدورة الإنتاجية.
مجاعة تلوح في الأفق
الخبير الزراعي سامر أبو القاسم حذّر من أن مساحات واسعة خرجت من دائرة الزراعة المطرية، بسبب الحرب والآفات وتوقف التمويل، مؤكداً أن مؤشرات المجاعة في السودان باتت واضحة رغم غياب الإعلان الرسمي، استناداً إلى تقارير منظمات دولية مثل الفاو.
مطالب بإصلاح جذري
الخبراء دعوا إلى إعادة هيكلة البنك الزراعي وربطه مباشرة بالبنك المركزي، وتوفير بدائل تمويلية مثل السندات الزراعية والشراكات الإقليمية، بدل توجيه الموارد نحو الحرب. كما شددوا على إلزام البنوك التجارية بدعم القطاعات الإنتاجية، لإنقاذ ما تبقى من الموسم.