
باشرت وزارة الصحة في ولاية الخرطوم صباح اليوم الثلاثاء تنفيذ حملة جوية موسعة تستهدف مكافحة البعوض والحد من انتشار نواقل الأمراض، وذلك في ظل تصاعد ملحوظ في معدلات الإصابة بحمى الضنك والملاريا، إلى جانب تفشي الكوليرا في عدد من المناطق. وتأتي هذه الحملة عقب وصول طائرتين من منظومة الصناعات الدفاعية إلى الولاية، بهدف دعم جهود الوزارة في التصدي للأوبئة، بالتزامن مع انطلاق عمليات رش ضبابي ورزازي داخل الأحياء السكنية.
وأكدت وزارة الصحة في بيان صادر يوم الاثنين أن الحملة تهدف إلى تقليص كثافة البعوض خلال ذروة موسم الأمطار، مشيرة إلى أن فرق الصحة البيئية بدأت بالفعل تنفيذ حملات رش ضبابي في عدد من المحليات، بالتعاون مع اللجان المجتمعية التي تتولى مهام إزالة النفايات وتنظيف المصارف، في إطار خطة متكاملة للحد من بؤر التوالد.
من جانبه، أوضح العقيد ركن عبد العليم الطيب العوض، الرئيس التنفيذي لمجموعة صافات للطيران، أن المجموعة تضع إمكاناتها كافة في خدمة المواطن السوداني، دعماً للجهود الحكومية الرامية إلى تحسين الوضع الصحي، مضيفاً أن الطلعات الجوية ستغطي مختلف مناطق ولاية الخرطوم بالتنسيق الكامل مع وزارة الصحة، لضمان فعالية التدخلات الميدانية.
وتأتي هذه الإجراءات في وقت تشهد فيه العاصمة السودانية ارتفاعاً متسارعاً في حالات الإصابة بالأمراض المنقولة عبر البعوض، وعلى رأسها حمى الضنك والملاريا، ما أدى إلى زيادة الضغط على المرافق الصحية التي تعاني أصلاً من ضعف في الإمكانات والقدرة الاستيعابية. وفي السياق ذاته، يواجه السودان انتشاراً واسعاً لوباء الكوليرا، حيث تم تسجيل عشرات الآلاف من الحالات على مستوى البلاد، من بينها نسب مرتفعة في ولاية الخرطوم، وفقاً لبيانات منظمة الصحة العالمية.
ويُعزى تفاقم الوضع الصحي في الخرطوم إلى التدهور الكبير الذي أصاب البنية التحتية للمرافق الطبية ومؤسسات المياه والصرف الصحي، منذ اندلاع النزاع المسلح بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، وهو ما أدى إلى تراجع حاد في قدرة المستشفيات على الاستجابة، وساهم في اتساع نطاق انتشار الأمراض المرتبطة بنواقل العدوى.