
أكثر من 390 ألف إصابة و4,300 وفاة حول العالم
كشفت منظمة الصحة العالمية عن استمرار التدهور في الوضع العالمي لمرض الكوليرا، حيث تم تسجيل أكثر من 390 ألف إصابة و4,300 وفاة منذ بداية العام في 31 دولة، من بينها السودان واليمن.
وأكدت المنظمة أن هذه الأرقام تمثل تقديرات أولية تقل عن الواقع الفعلي، لكنها تعكس “فشلاً جماعياً” في مواجهة مرض يمكن الوقاية منه بسهولة عبر توفير المياه النظيفة والعلاج المبكر.
السودان في صدارة الدول المتضررة
أوضحت المنظمة أن النزاعات المسلحة والفقر المستشري يمثلان المحرك الرئيسي لانتشار الكوليرا في دول مثل السودان وتشاد والكونغو الديمقراطية واليمن.
وفي السودان وحده، وبعد مرور عام على بدء التفشي، انتشر المرض إلى جميع الولايات، حيث سُجلت نحو 50 ألف إصابة وأكثر من ألف وفاة بنسبة وفيات بلغت 2.2%، وهو معدل يتجاوز العتبة العالمية البالغة 1% التي تعد مؤشراً على فعالية العلاج.
دارفور وتشاد… بؤر جديدة للوباء
رغم انخفاض الإصابات نسبياً في بعض المناطق مثل الخرطوم، إلا أن الأوضاع في إقليم دارفور تشهد تصاعداً مقلقاً. ففي محلية طويلة بشمال دارفور ارتفع عدد النازحين من 200 ألف إلى 800 ألف، ما تسبب في ضغط هائل على أنظمة المياه والصرف الصحي، حيث لا يتجاوز نصيب الفرد ثلاثة لترات يومياً.
وفي محافظة ودّاي الحدودية مع تشاد، سُجلت أكثر من 500 إصابة و30 وفاة خلال شهر واحد فقط، ما زاد من المخاوف بشأن اتساع رقعة الوباء في المنطقة.
نقص اللقاحات وتزايد الطلب العالمي
أعلنت منظمة الصحة العالمية أن إنتاج لقاح الكوليرا الفموي ارتفع منذ ديسمبر الماضي إلى ستة ملايين جرعة شهرياً، وهو أعلى معدل منذ 2013. ومع ذلك، فإن الطلب العالمي تجاوز الإنتاج المتاح، حيث تلقت المجموعة التنسيقية الدولية 38 طلباً من 12 دولة منذ بداية 2025، وهو ثلاثة أضعاف عدد الطلبات في الفترة نفسها من العام الماضي.
وأوضحت المنظمة أن أكثر من 85% من الجرعات المتوفرة ذهبت إلى الدول التي تعيش أزمات إنسانية، وعلى رأسها السودان.
دول أخرى في دائرة الخطر
لم يكن السودان وحده في مواجهة الأزمة، إذ سجلت الكونغو الديمقراطية أكثر من 44,521 إصابة و1,238 وفاة، بينما وثق جنوب السودان نحو 70,310 إصابة وأكثر من 1,158 وفاة. أما اليمن، فسجلت فيه أكثر من 60,794 إصابة و164 وفاة.
دعوة عاجلة للتحرك الدولي
وشددت منظمة الصحة العالمية على أن النزاعات المسلحة تظل العامل الأبرز وراء تفشي المرض، حيث تُجبر السكان على النزوح إلى مخيمات مكتظة تفتقر إلى المياه والصرف الصحي، ما يوفر بيئة خصبة لانتشار الكوليرا.
ودعت المنظمة الحكومات والمجتمع الدولي إلى تعبئة عاجلة للتمويل، ودعم نشر اللقاحات والإمدادات الطبية، وضمان وصول آمن لفرق الإغاثة، إضافة إلى الاستثمار في الوقاية طويلة الأمد عبر تحسين خدمات المياه والصرف الصحي وتعزيز المراقبة الصحية.