
مواطنو حلفا الجديدة بولاية كسلا ينددون ببيع الساحات العامة في السوق الرئيسي وسط قفزات جنونية في أسعار الأراضي وصراع بين الهيئات الحكومية.
متابعات – سودان لايف
تصاعدت حدة الغضب الشعبي في مدينة حلفا الجديدة بولاية كسلا، بعد تفشي ظاهرة بيع الساحات العامة في السوق الرئيسي من قبل مكتب الأراضي، مقابل توريد ملايين الجنيهات إلى الخزانة الحكومية، في خطوة يرى ناشطون أنها تهدد مستقبل المساحات المشتركة في المدينة.
في الرابع من أغسطس 2025، أصدر مكتب والي كسلا قرارًا بإيقاف تخطيط مربع 22 غرب المدينة، على خلفية خلاف بين مصلحة الأراضي وهيئة السكك الحديدية التي أكدت ملكيتها للمساحة. القرار نص على تجميد أي تصرف في الموقع حتى حسم النزاع.
أسعار الأراضي تقفز إلى المليار في أيام
وفق شهادات المواطنين، ارتفعت أسعار القطع الصغيرة المخصصة للعقارات التجارية في السوق الرئيسي لتتراوح بين 600 و800 مليون جنيه، قبل أن تُعرض بعد أيام فقط بأسعار تصل إلى مليار جنيه، مما يثير تساؤلات حول مصادر هذه الأموال.
السكان: الساحات تُباع للأغنياء والفقراء بلا نصيب
يشير الأهالي إلى أن مصلحة الأراضي تبيع الساحات العامة لصالح تجار يملكون ثروات ضخمة، في حين يعاني معظم السكان من أوضاع اقتصادية صعبة. ويؤكدون أن هذه السياسة لا تراعي حاجة المجتمع لمساحات تخدم المستشفى والمدارس والمرافق الخدمية، بل تركز على جلب عائدات مالية عاجلة.
نشاط مضاربي وصراع الهيئات
أعضاء غرفة طوارئ حلفا الجديدة أفادوا بأن المواطنين يُفاجأون يوميًا ببيع ساحة جديدة، خاصة مع زيادة الطلب على المستوصفات الخاصة ومحطات الوقود والمطاعم بعد موجات النزوح من الخرطوم. كما تشهد السوق عمليات مضاربة عقارية، حيث يشتري بعض المستثمرين الأراضي بمئات الملايين ويعيدون بيعها في اليوم التالي بفارق ضخم.
اتهامات للحكومة المحلية
يتهم السكان السلطات ببيع مساحات حتى بالقرب من مبنى التلفزيون وسط السوق، بهدف تمويل النفقات الحكومية، دون تحسين الخدمات الأساسية من طرق وكهرباء ومياه، مؤكدين أن العائدات تذهب إلى خزينة الولاية بدلًا من الاستثمار في البنية التحتية.
احتجاجات شعبية متواصلة
في يونيو 2025، اندلعت احتجاجات أمام مكتب الأراضي، حيث أغلق عشرات المواطنين أبوابه رفضًا لبيع الساحات العامة، لكن المكتب استأنف نشاطه لاحقًا، لتستمر حالة الغضب والقلق على مستقبل المدينة