
في زيارة أولى إلى مصر، يفتح رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس ملفات شائكة على طاولة القاهرة، أبرزها اللاجئون والتنسيق الأمني، في خطوة تعكس أهمية العلاقات السودانية المصرية في ظل أزمات داخلية متصاعدة.
متابعات – سودان لايف
يتوجه رئيس الوزراء السوداني د. كامل إدريس إلى العاصمة المصرية القاهرة يوم الإثنين المقبل، على رأس وفد رسمي يضم وزير الدولة بالخارجية السفير عمر صديق، في أولى زياراته الخارجية منذ تعيينه في مايو الماضي. وتأتي الزيارة في توقيت سياسي بالغ الحساسية، ما دفع “محرر سودان لايف” لوصفها بأنها تجاوزت الشكل الدبلوماسي التقليدي نحو رسائل سياسية محسوبة بعناية.
لماذا القاهرة أولاً؟
اختيار القاهرة محطة أولى لا يبدو محض صدفة، بل رسالة واضحة في ظل توازنات إقليمية حساسة. فمصر تمثل الظهير السياسي الأبرز للجيش السوداني، الداعم الأساسي لمؤسسات الدولة في مواجهة ما يُوصف بمحاولات فرض واقع سياسي جديد عبر مسارات لا تحظى بإجماع داخلي. ويرى “محرر سودان لايف” أن التنسيق مع القاهرة يمنح الحكومة السودانية غطاءً إقليميًا يعزز موقفها في مواجهة الضغوط الدولية.
التحديات السياسية الداخلية تخيّم على الزيارة
تأتي الزيارة وسط أزمة مكتومة داخل حكومة “الأمل”، بعد رفض إدريس لتعيينات من الحركات المسلحة في وزارات حساسة، ما أدى إلى صدام سياسي كاد أن يعصف بالتحالف لولا تدخل مباشر من رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان.
ملف اللاجئين السودانيين في مصر
من أبرز الملفات المطروحة، قضية اللاجئين السودانيين الذين تجاوز عددهم مئات الآلاف، بينهم طلبة وأسر فرّت من الحرب. وتشير مصادر إلى أن الزيارة ستتطرق إلى خطة للعودة الطوعية بالتنسيق مع منظومة الصناعات الدفاعية السودانية، بهدف توفير ممرات آمنة ودعم العائدين في المناطق الأقل خطرًا.
تفاهمات مرتقبة رغم العواصف
يتوقع محللون أن تسفر زيارة إدريس عن تفاهمات أمنية واقتصادية حيوية، تشمل تأمين الحدود، مكافحة الإرهاب، والتعاون في الطاقة والتعدين. ويأمل الجانب السوداني أن تُشكّل الزيارة دعمًا سياسيًا في مواجهة ضغوط المجتمع الدولي المطالِب بتسوية شاملة مع المكونات المدنية.