أبرز المواضيعأخر الأخبار

من يلعب بالبيضة والحجر في بورتسودان؟

تصاعد "المواجهات الإعلامية" مع القوات المشتركة في بورتسودان يطرح تساؤلات حول أهداف خفية ومَن يقف خلف التصعيد

تحليل يسلط الضوء على التوترات الأخيرة في بورتسودان، ويرجّح أن الاشتباكات مع القوات المشتركة قد تكون “مصنوعة” لتبرير تحركات سياسية أو أمنية قادمة، وسط صمت رسمي وشكوك في سرديات الإعلام.

تحليل رأي – محرر سودان لايف

“حتى لو ما بتدورو، خافوا الله فيه”.. مثل شعبي بات يُلخّص حال الجدل الدائر حول وجود القوات المشتركة في مدينة بورتسودان، بعد تصاعد حملات إلكترونية وتسجيلات صوتية تدّعي حدوث اشتباكات وانفلات أمني متكرر.

ولكن، وبحسب تحليل محرر سودان لايف، فإن ما يجري يبدو أقرب إلى “معركة إعلامية مصنوعة” لا علاقة لها بواقع المدينة اليومي، حيث تُحاك السرديات حول هذه القوات وكأنها أصبحت عبئًا على السكان، في حين أن الحقائق الميدانية لا تشير إلى تفلتات تُذكر منذ لحظة تمركز القوات ببورتسودان.

الاشتباكات “المفبركة”.. رسائل غير بريئة؟

مصادر محلية ومراقبون يؤكدون أن القوات المشتركة ظلت على مدى أشهر تحافظ على انضباطها ولم تُسجل أي حالات تحرش بالمواطنين أو تجاوزات تُذكر، رغم ما يُثار على منصات التواصل الاجتماعي.

ووفقًا لما يرصده محرر سودان لايف، فإن معظم حالات التصعيد يجري ترويجها عبر فيديوهات ضعيفة المصدر وتسجيلات صوتية مجهولة، مما يُثير شبهة “فبركة منهجية” الهدف منها تهيئة الرأي العام المحلي لقبول قرارات قادمة، مثل سحب هذه القوات أو استبدالها بقوى أمنية أخرى.

أهداف استراتيجية خلف الضوضاء؟

بعيدًا عن الانفعالات الإعلامية، تبدو هذه “الاشتباكات المفتعلة” أداة لإعادة ترتيب المشهد الأمني والسياسي في بورتسودان، وربما محاولة لدفع القوات المشتركة إلى الخروج من المدينة دون مواجهة مباشرة أو اعتراف رسمي بذلك.

يبدو أن من يقف خلف هذا السيناريو يُفضّل أن يظهر القرار وكأنه “استجابة لمطالب شعبية”، بينما هو في حقيقته تحريك فوقي لخيوط اللعبة من جهة نافذة.

دعوة للحوار بدل صناعة الأزمة

إن كانت هناك أطراف غير راضية عن وجود القوات المشتركة في بورتسودان، فالطريق السليم هو الحوار مع قادتها مباشرة والتوصل إلى تفاهمات واضحة تحفظ الأمن وتحقق المصالح المشتركة.

فالتلاعب بـ”البيضة والحجر” – كما يقول المثل – لا يُنتج حلولًا، بل يُكرّس للفتنة ويُشوّش وعي المواطن. وما يحدث حاليًا لا يبدو بريئًا، بل يحمل بصمات “غرف عمليات إلكترونية” تُجيد تأزيم الأوضاع تحت لافتة “المطالب الشعبية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى