لماذا تعثرت حكومة كامل إدريس؟

تعثر تشكيل حكومة كامل إدريس في السودان.. خلافات الكواليس تُبطئ ميلاد “حكومة الأمل”

حكومة كامل إدريس في السودان تواجه تأخيرًا حادًا بسبب الخلافات السياسية وصراع مراكز القوى، مع تعثر في تسمية 12 حقيبة وزارية حتى الآن.

متابعات – سودان لايف

رغم مرور نحو شهرين على أداء كامل إدريس اليمين الدستورية رئيسًا للوزراء في السودان، لا تزال حكومته المرتقبة تراوح مكانها في ظل صراعات سياسية وتباين واسع في الرؤى بين الأطراف الفاعلة، مع تسمية 10 وزراء فقط من أصل 22 حتى الآن، بحسب ما تابع محرر “سودان لايف”.

 حكومة كامل إدريس.. مشاورات في بورتسودان بلا نتائج حاسمة

تجري في مدينة بورتسودان – المقر السياسي المؤقت للسلطة الانتقالية – مشاورات معقدة لتشكيل الحكومة، بمشاركة مجلس السيادة والقوات المسلحة ورئيس الوزراء، إلى جانب الحركات الموقعة على اتفاق جوبا للسلام، إلا أن الحسابات السياسية والضغوط من مراكز القوى تعرقل الحسم.

 خلافات في تشكيل “حكومة الأمل”.. كفاءة أم محاصصة؟

أكد محمد زكريا، الناطق باسم حركة العدل والمساواة، أن المشاورات شهدت توافقًا مبدئيًا، مع التركيز على اختيار وزراء ذوي كفاءة يمثلون اتفاق جوبا والدستور الانتقالي، لكنه أقر بأن التأخير يعود لصعوبة التفاهم على الأسماء، وسط محاولات لتفادي المحاصصة السياسية المرفوضة شعبيًا.

 حزب الأمة القومي يضغط.. وحذر من العودة للمربع الأول

من جانبه، حذّر نائب رئيس حزب الأمة القومي، الفريق صديق إسماعيل، من استمرار التعطيل، داعيًا القوى السياسية إلى تقديم تنازلات سريعة لدعم حكومة كفاءات، محذرًا من أن التردد سيعيد السودان إلى مربع الانقسام والنزاع بدلًا من المضي نحو التحول الديمقراطي.

 شرعية مفقودة.. وتحالفات ترفض المشاركة

في المقابل، أعلنت تحالفات سياسية مثل “تحالف صمود” و”تحالف تأسيس” مقاطعتها للحكومة الجديدة، واعتبرتها امتدادًا لسلطة ما بعد 25 أكتوبر 2021. كما حذّر التجمع الاتحادي من إعادة تدوير النظام السابق، مؤكدًا أن الأولوية يجب أن تكون لوقف الحرب وتأمين المدنيين لا لتقاسم السلطة.

 هل يمتلك كامل إدريس القرار؟ أم أن رئاسة الوزراء بلا صلاحيات؟

يرى المحلل السياسي عبد المنعم أبو إدريس أن التأخير نتيجة لصراع بين الموقعين على اتفاق جوبا، وأن كامل إدريس لا يملك حرية الاختيار، بل يخضع لتدخلات مجلس السيادة، ما يفرغ منصب رئيس الوزراء من فاعليته ويهدد بفشل “حكومة الأمل” قبل ولادتها.

 أزمة تمثيل أم أزمة شرعية؟!

الشارع السوداني يترقب حكومة تمثل طوق نجاة من الانهيار الاقتصادي والانفلات الأمني، بينما يبدو أن الخلافات الحزبية وصراعات النفوذ تعرقل أي أمل في حكومة فعلية تستجيب لمطالب السودانيين. فهل يستطيع كامل إدريس كسر الجمود وتشكيل حكومة تلبي التطلعات؟ أم أن الانقسام السياسي سيظل سيد الموقف؟

Exit mobile version