“الفات نقطة.. والجاي شولة”.. بين رمزية الكلمة وعمق المعنى
أشرف طه
في زمن بقى فيهو الغنا والمفرده أقرب للنسخ واللصق، بجيك شاعر زي “هيثم عباس”، يقعد يتلاعب ليك بالمفردة في دماغو، يمرقها ليك في شكل (اجوط) راسك تقيف تفكر في انو “الزول ده قصد شنو؟”.
وياهو ده الحصل مع أغنية (راجعين) للفنان المتجدد “محمد بشير”.
الاغنية كلماتها، كـ عادة “هيثم”، محبوكة حياكة ما عادية، وكل مفردة قاعدة في محلها، وفي معناها رسالة أكبر .. يعني ما بس كلام موزون ولحن.
وطبعا الجملة الوقفتني وتقريبا ما فاتت علي اي زول “الفات نقطة.. والجاي شولة”
الحتة دي بالتحديد، خلتني محتار شان معروف عن هيثم ما بجيب ليك مفرده زي دي بدون فهم ؟ وبقيت اقول ياربي استاذ العربي دا المره دي قاصد شنو ؟!
هل الفات فعلاً نقطة؟
و الجاي شولة؟
وسألنا، وأجتهدنا، وقعدنا نحلل لحدي ما شاعرنا”هيثم” حنه علينا وادانا (الزيت)، وساعتها ما لقينا رد غير نطلب ليهو (جبنة بي جنزبيل) ونقيف ليهو احترام.
من الاخر كده (النقطة والشولة .. ما بس علامات ترقيم) !!
هيثم شاف النقطة مش بس نهاية جملة. شافها نهاية مرحلة.
النقطة دي، في النحو، بتجي بعد الجملة التامة، البتكتمل فيها المعاني، وما فيها زيادة.
أما الشولة، (اللي هي الفاصلة) بتفصل بين جمل مترابطة، لكن لسه ما اكتملت. معناها في احتمال في استرسال في أمل.
ومن هنا، كانت الرمزية الجميلة.
النقطة = وداع، ختام، نهاية مرحلة شقينا فيها، تعبنا، ضاع مننا فيها الكتير.
الشولة = بداية، استمرارية، نافذة لمرحلة جاية أجمل، مفتوحة على بكرة فيها الأمل، وفيها الحلم بسودان جديد.
هيثم، ببساطة، استخدم قواعد النحو، عشان يبني عليها فكرة شعرية رمزية، عميقة وفي نفس الوقت قريبة من القلب، لو بس اجتهدت شوية تفهمها.
رغم انو ما كل الناس عندها القدرة أو الرغبة إنها “تشغل راسها” وتغوص جوة المعنى، خاصة في زمن السوشيال ميديا، البتفرم الحاجات العميقة وتطير بي الكلام السطحي.
تخريمة .. (انت مكنة يا هيثم عباس) ..