
تزايدت الانتقادات بعد إعلان كامل إدريس لوزراء حكومته، حيث خيّم شبح المحاصصات القبلية و”الشلليات” على المشهد، وسط خيبة أمل شعبية واسعة من غياب الكفاءات المستقلة.
متابعات – سودان لايف
في وقت كان يأمل فيه السودانيون بولادة حكومة كفاءات مستقلة تقطع الطريق على المحاصصات القبلية والتدخلات المسلحة، بدأت تتلاشى هذه الآمال مع إعلان رئيس الوزراء كامل إدريس عن أسماء 10 وزراء، وسط انتقادات حادة واتهامات بتراجع عن وعده بتشكيل حكومة تكنوقراط.
وبحسب ما رصده محرر “سودان لايف”، فإن من بين الوزارات المعلنة حتى الآن، لم تُمنح الكفاءات المستقلة سوى ثلاث حقائب فقط، بينما ذهبت باقي المناصب لشخصيات محسوبة على اتفاق جوبا أو خضعت لتوازنات قبلية ضاغطة.
الكفاءات المستقلة.. هامش ضيق وسط صفقات القبائل
شملت الوزارات الثلاث المستقلة وزارة الزراعة (عصمت قرشي)، وزارة التعليم العالي (أحمد مضوي)، ووزارة الصناعة (محاسن علي يعقوب)، فيما طغت الولاءات السياسية والقبلية على بقية الحقائب، منها وزارة الصحة التي أُسندت لمعز بخيت تحت ضغوط من المحيطين بإدريس، وفق مصادر تحدثت لـ”سودان لايف”.
وعد التكنوقراط في مهب الريح
رغم تعهد إدريس في وقت سابق بتشكيل حكومة بعيدة عن المحاصصات، إلا أن مراقبين يرون أن الواقع يشير إلى رضوخه للضغوط المجتمعية والسياسية. ويرى د. محمد عمر، أستاذ العلوم السياسية، أن الحكومة الحالية تُعيد إنتاج نفس نموذج نظام الإنقاذ، حيث تحكم القبيلة والسلاح وتُغيب الكفاءة.
تحذيرات من انفصال الحكومة عن الشارع
الكاتب الصحفي عبد الماجد عبد الحميد حذر من أن التشكيل الوزاري الحالي لا يلامس الواقع الشعبي، مؤكدًا أن من يُطلق عليهم “كفاءات” يعيشون في عزلة عن المجتمع الحقيقي، مما يصعّب اندماجهم في المشهد السياسي، خاصة دون فهم السياق الاجتماعي.
توازن هش ومحاولات للترضية
في المقابل، أشار اللواء جمال الشهيد إلى أن إدريس حاول إحداث توازن مبدئي، عبر إشراك بعض الشخصيات المقبولة شعبيًا مثل عبد الله درف في العدل، لكن غياب معايير الشفافية ووجود “مطبخ مغلق للتعيينات” عزز الشعور بالخذلان الشعبي.
التعيينات بلا شفافية ومخاوف من الانهيار السياسي
انتقد محللون ضعف الخطاب السياسي المحيط برئيس الوزراء، مؤكدين أن غياب معايير معلنة لاختيار الوزراء يعكس تراجعًا في الشفافية والمهنية، بل ويهدد بفقدان إدريس لقاعدته الجماهيرية. ويرى البعض أنه اختار البقاء في المنصب على حساب الوفاء بتعهده حول حكومة الكفاءات.
هل تُقصر الفترة الانتقالية للخروج من الأزمة؟
يرى مراقبون أن الحل الوحيد للخروج من نفق المحاصصات يتمثل في تقصير أمد الفترة الانتقالية، وإجراء انتخابات حرة تُعيد بناء الثقة الشعبية، وتمنح الفرصة لتشكيل حكومة تعكس الإرادة الوطنية، بعيدًا عن الضغط القبلي والسلاح.
خيبة أمل تتوسع.. وخيارات إدريس تضيق
مع اقتراب الإعلان عن بقية الوزراء، ترتفع خيبة الأمل في الشارع السوداني، حيث يشعر كثيرون بأن حلم التغيير تراجع لصالح الترضيات. وتطرح التساؤلات الآن: هل يستمر كامل إدريس تحت ضغط المحاصصات؟ أم يفاجئ الجميع بخطوة جريئة تعيد الأمور إلى مسارها؟