منازل تحولت إلى مقابر!.. ماذا يحدث في بحري؟

مقابر داخل المنازل في بحري والخرطوم.. مئات الرفات المجهولة ترعب العائدين وسط غياب الحلول

عشرات القبور داخل المنازل والساحات العامة في بحري والخرطوم تكشف عن أزمة إنسانية مروعة، وسط دعوات لفحص الرفات وإعادة دفنها بشكل لائق، وظهور اضطرابات نفسية بين العائدين، خصوصًا الأطفال.

متابعات – سودان لايف

وسط الخراب والركام في أحياء بحري والخرطوم شرق، تبحث “هويدا محمد” عن أثر يدلها على قبر والدها، الذي توفي أواخر 2023، ودفن في ظروف غامضة بسبب الحرب وسيطرة قوات الدعم السريع على المنطقة آنذاك.

وروت “هويدا” لـ”سودان تربيون” – في شهادة تابعها محرر “سودان لايف” – كيف عادت إلى السعودية بعد أن فشلت في تحديد موقع دفن والدها، وسط عشرات القبور غير المعلّمة المنتشرة بين الأحياء السكنية.

🟤 الخرطوم.. مدينة القبور المجهولة ومقابر المنازل

مع اشتداد المعارك وتوقف الخدمات العامة، اضطر السكان في بحري، شمبات، المزاد، الدناقلة، الشعبية، شرق النيل إلى دفن ذويهم داخل المنازل أو في الساحات العامة.

وبحسب لجنة الأمن المحلية، يجري الآن حصر شامل للرفات البشرية المنتشرة في الأحياء، بعد أن كشفت تقارير عن 117 مقبرة جديدة غير رسمية فقط في الخرطوم.

وأكد حازم علي، أحد سكان بحري، لـ”سودان تربيون” أن المدينة تحتوي على مئات القبور العشوائية، بينما أشار الناشط مجاهد أحمد إلى منع الأهالي من دفن الجثامين في المقابر المعروفة خلال فترة سيطرة الدعم السريع، مما دفعهم إلى دفن موتاهم في المساجد والمدارس وحتى الشوارع.

🟠 الطب الشرعي: أكثر من 3800 جثة دُفنت خلال الحرب

في تصريح تابعته “سودان لايف”، أعلن رئيس هيئة الطب الشرعي، د. هشام زين العابدين، عن دفن 3800 جثة خلال فترة الحرب، مشيرًا إلى أن الخدمة مجانية وتُدار بإشراف طبي مباشر.

وتكمن المعضلة الكبرى في أن الكثير من الجثث تحولت إلى هياكل عظمية، ما يجعل فحص الحمض النووي هو الحل الوحيد لتحديد الهويات.

🟡 صدمات نفسية عميقة.. الأطفال في مواجهة رعب القبور

قالت الطبيبة النفسية أم أيمن عادل لـ”سودان تربيون” إن الخرطوم أصبحت مصدرًا للرعب والكوابيس للأطفال العائدين، حيث أدت مشاهد القبور والخراب إلى صدمات نفسية خطيرة.

وأوضحت أن اضطرابات القلق، الكوابيس، الانعزال، فقدان الشهية وتراجع الأداء الدراسي أصبحت شائعة لدى الأطفال، مضيفة أن الدعم النفسي العاجل أصبح ضرورة قصوى.

🟥 العودة إلى الديار.. لكن المقابر تسبقهم

أشارت إحدى السيدات من شرق النيل إلى أن عائلتها اضطرت للعودة إلى الولاية بعد أيام من العودة بسبب وجود قبور في المنزل نفسه، مضيفة:

“قوات الدعم السريع رفضت السماح بدفن موتانا في المقابر، فدفناهم تحت الأشجار، في المدارس والمساجد”.

Exit mobile version