الدعم السريع يهاجم قاعدة مروي والدبة بالطائرات المسيّرة.. والجيش يرد.. وحميدتي يظهر من دارفور بخطاب مزدوج بين التصعيد والمصالحة
سودان لايف – تقرير خاص
في تطور عسكري مقلق، أعلنت الفرقة 19 مشاة التابعة للجيش السوداني عن تصدي الدفاعات الجوية لهجوم بطائرات مسيّرة استهدف قاعدة مروي الجوية بولاية الشمالية، في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، تزامنًا مع هجوم مماثل طال مدينة الدبة.
وأكدت القيادة العسكرية أن أجهزة الرصد رصدت تحليق طائرات دون طيار أطلقتها قوات الدعم السريع، وأنه تم إسقاطها بالكامل دون خسائر بشرية أو مادية، وفقًا لبيان رسمي صدر صباحًا.
وتُعد قاعدة مروي من أهم المواقع الاستراتيجية للجيش السوداني، وتشكّل مدينة الدبة نقطة محورية في الإمداد اللوجستي شمال البلاد، مما يشير إلى تصعيد نوعي وخطير في تكتيكات الدعم السريع، والتي بدأت تستخدم الطائرات المسيّرة بشكل متكرر لضرب العمق العسكري للجيش السوداني.
الفاشر تحذّر.. ولجان المقاومة تطلق نداءً وطنياً:
بالتزامن مع تصاعد العمليات، أطلقت تنسيقية لجان المقاومة بمدينة الفاشر نداءً عاجلاً، دعت فيه إلى رفع مستوى التأهب الشعبي والمجتمعي في الولاية الشمالية، محذّرة من أن السودان دخل مرحلة “مفصلية” تهدد بتفتيت البلاد.
وجاء في بيان التنسيقية أن “الميليشيات وحلفاءها” يسعون إلى تقويض الوعي وتفكيك النسيج الاجتماعي، خصوصًا في الولايات الشمالية التي ظلت حتى الآن بعيدة نسبيًا عن خط النار المباشر.
ضياء الدين بلال يحذّر: لا تنخدعوا بهدوء الميدان
في موازاة ذلك، نشر الصحفي المعروف ضياء الدين بلال منشورًا على “فيسبوك” حذّر فيه من الركون إلى هدوء نسبي قد يكون “خادعًا”، مشيرًا إلى أن قوات الدعم السريع سيطرت على مناطق استراتيجية مثل الدبيبات، الخوي، والمثلث الحدودي، فيما لا تزال المبادرة في بعض الجبهات تتحول لصالحها.
وأضاف أن الخطاب الميداني يجب أن يقترن برؤية دقيقة للواقع العسكري، داعيًا إلى تعزيز الدفاعات العسكرية شمالًا وغربًا.
أول ظهور لحميدتي منذ شهور: رسائل طمأنة وتحريض في آن
في أول ظهور علني له منذ فترة طويلة، بثّ قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” تسجيلاً مصورًا من معسكر ميداني – يُرجح أنه في دارفور – تحدث فيه عن موقف قواته من التطورات الأخيرة.
وأكد حميدتي أن قواته لا تسعى إلى التصعيد مع الدول المجاورة، وأن التمركز في المثلث الحدودي مع ليبيا ومصر يأتي بهدف تأمين الصحراء لا التهديد، موجهًا رسائل تهدئة إلى القاهرة وسكان الولاية الشمالية.
لكنه في المقابل، شدّد على أن “الحرب مستمرة” و”مفروضة علينا”، معلنًا عن تكثيف عمليات التدريب للمجندين الجدد في دارفور، ومتوعدًا بـ”العودة للخرطوم بعزة وكرامة”، رغم الإقرار بخسائر كبيرة لقواته.
مؤشرات على تصعيد قادم.. والمشهد يزداد تعقيدًا
الهجمات المتزامنة على مروي والدبة، والتحذيرات من الفاشر، وظهور حميدتي في خطاب تعبوي، كلها تشير إلى تصعيد خطير في وتيرة العمليات القتالية وانتقالها إلى مناطق جديدة خارج العاصمة.
ومع غياب أي بوادر جدية لوقف إطلاق النار، وتباين المواقف الإقليمية، يخشى مراقبون من أن يدخل السودان مرحلة “حرب طويلة الأمد ذات طابع جغرافي متسع”، لا سيما في الشمال الذي كان يُنظر إليه سابقًا كمنطقة “آمنة”.