جبريل ومناوي يواجهان معركة من نوع جديد.. هل انتهى شهر العسل السياسي؟!

تصاعد الصراع بين البرهان وحركات دارفور حول وزارتي المالية والمعادن في السودان

تصاعدت التوترات داخل تحالف البرهان مع حركات دارفور بقيادة جبريل ومناوي بشأن السيطرة على وزارتي المالية والمعادن، وسط اتهامات بتسريبات وتحركات لعزل الحركات المسلحة من المشهد السياسي.

متابعات – سودان لايف

تعيش أروقة السلطة في السودان حالة من التوتر المتصاعد بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، وحركات الكفاح المسلح بقيادة جبريل إبراهيم ومني أركو مناوي، وسط خلاف محتدم حول وزارتي المالية والمعادن، اللتين تُعتبران الركيزة الأساسية للتمويل في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعصف بالبلاد.

وبحسب متابعة خاصة من محرر سودان لايف، فإن قرار البرهان بتعيين كامل إدريس رئيساً للوزراء، وإعلانه القريب عن تشكيل الحكومة، فجّر خلافات عميقة داخل تحالف بورتسودان، حيث تتمسك الحركات المسلحة بما تم الاتفاق عليه في اتفاق جوبا للسلام عام 2020.

الوزارات السيادية تُشعل الصراع السياسي في معسكر البرهان

يركّز النزاع على وزارتي المالية والمعادن، وهما الموردان الرئيسيان في تمويل الجيوش والتسليح والترتيبات الأمنية، خصوصًا بعد أن فقد السودان أكثر من ثلثي طاقاته الإنتاجية منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.

وأكد محمد زكريا، المتحدث باسم حركة العدل والمساواة، التزامهم الكامل باتفاق جوبا، بما في ذلك المناصب التنفيذية المنصوص عليها، رافضًا أي تجاوز أو تهميش لدورهم السياسي.

تسريبات غامضة وتأجيج للفتنة

تسببت تسريبات لاجتماع بين كامل إدريس وقيادات الحركات المسلحة في غضب واسع، ودفع مناوي لاتهام جهات بـ”تسريب المحاضر” بغرض اغتيال سياسي لبعض القيادات، في وقت تتصاعد فيه المؤشرات على وجود تيار داخل الجيش يسعى لعزل الحركات عن الحكومة المقبلة.

وترى الكاتبة صباح الحسن، أن هذه التسريبات ليست عفوية، بل جزء من مخطط منظم لإقصاء الحركات المسلحة، تقوده دوائر أمنية وتنظيمات مؤثرة داخل معسكر الجيش، وعلى رأسها تيارات تنظيم الإخوان.

خلافات التحالف تهدد المشهد السياسي

يرى الباحث السياسي الأمين بلال أن الخلاف يتمحور حول “المصالح السلطوية”، مشيرًا إلى إمكانية التوصل لاتفاقات مؤقتة، لكنه حذّر من أن التناقضات العميقة داخل التحالف قد تؤدي إلى صراعات دامية مستقبلًا، خصوصًا مع محاولة تيارات إخوانية دفع الحركات للعودة إلى دارفور وعزلها عن الحكم المركزي.

وتوقعت الحسن أن يكون هناك توجه استراتيجي من قِبل مجموعات داخل الجيش لتفكيك التحالف مع الحركات، من خلال خطة تهميش سياسي مموّهة بدأت فعليًا عبر إثارة الجدل حول تقاسم الوزارات، مما يهدد بترسيخ مزيد من الانقسامات.

نهاية تحالف الضرورة؟!

تشير التحليلات إلى أن ما يحدث حاليًا هو صراع وجود لا مناصب، في ظل غياب الرؤية الموحدة لإنهاء الحرب، واستمرار انتشار المليشيات، وازدياد التوترات القبلية والمناطقية.
ويبقى السؤال المطروح: هل يتمكّن البرهان من لملمة تحالفه المتصدع؟ أم أننا على أبواب مواجهة جديدة داخل معسكر السلطة؟

Exit mobile version