
متابعات – سودان لايف نيوز- في تحرك عسكري لافت ينذر بتغيرات جيوسياسية في منطقة القرن الأفريقي، نقل الجيش السوداني طائراته الحربية إلى إريتريا المجاورة. هذه الخطوة الاحترازية تأتي بعد سلسلة من الهجمات بالطائرات المسيّرة التي استهدفت مواقع مدنية وعسكرية في بورتسودان منذ 4 مايو الماضي. فما هي دلالات هذا القرار؟ وما هي التحالفات الجديدة التي قد تتشكل في المنطقة في ظل هذه التطورات المتسارعة؟ “سودان لايف نيوز” تستطلع لكم أبعاد هذا التحول الاستراتيجي.
إجراءات عسكرية عاجلة وقلق إقليمي متزايد
اكد محرر “سودان لايف نيوز” أن قرار الجيش السوداني بنقل طائراته يعكس عمق التهديدات التي تواجهها البلاد، ويشير إلى مخاوف أمنية متزايدة.
حماية الأصول العسكرية بعد الهجمات
أفادت مصادر أمنية، وفقًا لتقارير صحفية، بأن قرار الجيش السوداني جاء عقب ضربات جوية مكثفة تعرضت لها بورتسودان. هذه الضربات دفعت السلطات إلى اتخاذ تدابير استباقية لـحماية الأصول العسكرية، في خطوة احترازية تحسبًا لـتصعيد محتمل في الهجمات الجوية.
زيارة مخابراتية إثيوبية: مخاوف من التقارب السوداني-الإريتري
في سياق متصل، كشفت زيارة وفد استخباراتي إثيوبي رفيع المستوى لبورتسودان، بقيادة رئيس المخابرات رضوان حسين والقيادي السابق في تيغراي جيتاشيو رضا، عن مخاوف متزايدة لدى أديس أبابا. هذه المخاوف تتعلق بـالتقارب المتنامي بين السودان وإريتريا، وذلك في ظل تصاعد التوترات حول سعي إثيوبيا الحثيث لـالوصول البحري عبر البحر الأحمر، وهو ما يمثل نقطة خلاف رئيسية في المنطقة.
دور إريتريا المحوري: دعم عسكري لوجستي للسودان
تُشير التقارير إلى أن إريتريا تلعب دورًا متزايد الأهمية في دعم السودان عسكريًا.
سفن حربية وطائرات مقاتلة سودانية
وفقًا لتقارير منشورة، قدمت إريتريا دعمًا عسكريًا للسودان، تمثل في نشر سفن حربية على ساحل السودان، وهو ما يعزز القدرات الدفاعية البحرية للخرطوم. الأهم من ذلك هو استضافة طائرات مقاتلة سودانية في مطاراتها، وهو ما يوفر ملاذًا آمنًا لهذه الطائرات بعيدًا عن تهديدات المسيّرات.
تدريب المقاتلين وانضمامهم للقوة المشتركة
إضافة إلى ذلك، أفادت التقارير بأن إريتريا قامت بـتدريب آلاف المقاتلين من الحركات المسلحة في دارفور، الذين انضموا لاحقًا لـالقوة المشتركة المشاركة في المعارك بكردفان ودارفور. هذا الدعم اللوجستي والعسكري يشير إلى تعميق التعاون بين البلدين في مواجهة التحديات الأمنية.
توترات إثيوبيا وإريتريا: إعادة تشكيل تحالفات القرن الأفريقي؟
في ظل تصاعد المنافسة الإقليمية، دخلت العلاقات بين إثيوبيا وإريتريا مرحلة جديدة من التوتر العلني.
“حق مشروع” في الوصول البحري مقابل “السيادة الوطنية”
تصر أديس أبابا على “حقها المشروع” في الوصول إلى البحر الأحمر، مشيرة بشكل خاص إلى ميناء عصب الإريتري. في المقابل، تعتبر أسمرة ميناء عصب “رمزًا للسيادة الوطنية” وتـرفض التفاوض بشأنه، مما يؤجج الخلافات بين الجارتين.
الأزمة الحالية وإعادة تشكيل التحالفات
حذرت مصادر دبلوماسية سودانية من أن الأزمة الحالية قد تؤدي إلى إعادة تشكيل التحالفات في القرن الأفريقي. ورغم أن المواجهة العسكرية المباشرة بين إثيوبيا وإريتريا لا تزال “غير مرجحة”، إلا أن التوتر يلقي بظلاله على استقرار المنطقة.
إثيوبيا تسعى للوساطة: تقييم جديد لموقف أديس أبابا
إلى جانب التوترات الإقليمية، تعمل إثيوبيا على لعب دور الوسيط في أزمة أخرى.
إعادة العلاقات بين السودان والإمارات
تسعى إثيوبيا للعب دور الوسيط بين الخرطوم وأبوظبي، بهدف إعادة العلاقات بين السودان والإمارات. هذه العلاقات واجهت توترات بسبب اتهامات بتقديم دعم لقوات الدعم السريع منذ بداية النزاع، مما يجعل وساطة إثيوبيا خطوة مهمة نحو تخفيف حدة التوتر في المنطقة.
إعادة تقييم الموقف الإثيوبي
أكد مسؤول سوداني أن إثيوبيا بدأت “إعادة تقييم موقفها تجاه الأزمة السودانية”، بعدما تبنت في البداية موقفًا متشددًا ضد القيادة العسكرية السودانية. هذه الجهود للوساطة قد تساعد في تخفيف حدة الخلافات السياسية في المنطقة، وتفتح الباب أمام حلول دبلوماسية لمشاكل معقدة.
ترقب المشهد: هل تصمد الدبلوماسية أمام التصعيد؟
مع استمرار تصاعد التوترات في السودان والقرن الأفريقي، تترقب الأوساط السياسية والعسكرية مدى تأثير هذه التحركات على مستقبل الاستقرار الإقليمي. تتواصل الدعوات لـتعزيز الحلول الدبلوماسية لتجنب أي تصعيد محتمل، ولكن السؤال يبقى: هل ستنجح الدبلوماسية في لجم جماح التصعيد العسكري والسياسي في المنطقة؟