
في تصعيد لافت ومقلق، شنت قوات الدعم السريع فجر اليوم الإثنين هجمات متفرقة باستخدام طائرات بدون طيار (مسيّرات) على أهداف عسكرية ومدنية في مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان، في ثاني هجوم من نوعه خلال أربعة أيام.
وأفادت مصادر محلية بأن الهجمات استهدفت مطار الأبيض، ومقر الفرقة العسكرية، وداخلية دلص التابعة لصندوق رعاية الطلاب، والتي يُعتقد أنها تُستخدم كمخزن للذخيرة.
وفي سياق متصل، كانت مدينة الأبيض قد تعرضت لهجوم مشابه أول أيام عيد الأضحى، ما يسلط الضوء على تزايد اعتماد طرفي الصراع على الطائرات المسيّرة في العمليات العسكرية.
قتلى في الرهد والدبيبات.. وتصعيد في الفاشر
وشهدت مدينة الرهد أبودكنة أمس الأحد قصفًا بمسيّرة، حيث سقطت قذيفة على أحد المعاصر، مما أدى لحالة من الذعر وسط المواطنين.
وفي تطور خطير، قُتل العمدة رحمة دوس، أحد كبار أعيان قبيلة الحوازمة وعمدة فرع أولاد غبوش، خلال هجوم بطائرة مسيّرة في مدينة الدبيبات، إلى جانب عدد من وجهاء القبيلة.
وقد أدان تحالف السودان التأسيسي عملية الاغتيال، محذرًا من حملة “استهداف عنصري” تهدف إلى تفكيك النسيج الاجتماعي وضرب التماسك الوطني، متهمًا الجيش السوداني بالوقوف خلف العملية.
الفاشر تحت القصف.. وأزمة إنسانية خانقة
وفي الفاشر، أعلنت غرفة طوارئ معسكر أبو شوك عن سقوط ضحايا مدنيين إثر قصف نفذته قوات الدعم السريع، فيما أفاد شهود عيان أن المدينة شهدت تبادلًا للقصف المدفعي وهجمات بالمسيّرات بين الجيش والدعم السريع صباح الأحد.
وتُعاني المدينة من أزمة خانقة في السيولة النقدية، حيث وصلت عمولة التحويل عبر التطبيقات المصرفية إلى 40%، بينما تتصاعد أسعار السلع الأساسية في ظل حصار خانق.
موجات نزوح جديدة إلى “الطينة” التشادية
من جهة أخرى، أعلنت حركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي بقيادة د. الهادي إدريس أنها تعمل منذ أكثر من ثلاثة أشهر على تأمين المدنيين الفارين من الفاشر، بالتنسيق مع قوات تحالف السودان التأسيسي.
وبحسب بيان لهيئة الأركان، فقد تم تأمين طريق الإجلاء من منطقة حلة الشيخ الزين إلى قرية “قرني” ثم إلى معسكر سلك للنازحين بمحطة كورما.
وفي الشأن الإنساني، كشف القنصل العام السوداني في أبشي، قذافي عبد الله محمد، عن أوضاع مأساوية للاجئين السودانيين في الطينة التشادية، حيث يعيش أكثر من 60 ألف نازح – معظمهم من النساء والأطفال – في ظروف تنعدم فيها الخدمات الأساسية من غذاء وماء.
محرر سودان لايف نيوز، المتابع الدقيق للأحداث، يرصد التطورات ويحلل خلفياتها، ويشير إلى أن استخدام الطائرات المسيّرة في العمليات العسكرية بات يُشكل مرحلة جديدة وخطيرة من النزاع، مع تصاعد المخاوف من اتساع رقعة الحرب الأهلية إلى مناطق جديدة.
1. ما أهمية مدينة الأبيض في النزاع السوداني؟
تُعد الأبيض مركزًا استراتيجيًا في ولاية شمال كردفان، واستهدافها بالطائرات المسيّرة يشير إلى تحول نوعي في التكتيكات العسكرية.
2. من هو العمدة رحمة دوس؟
هو أحد كبار زعماء قبيلة الحوازمة، وعمدة فرع أولاد غبوش، وقد لقي مصرعه في هجوم مسيّرة بالدبيبات.
3. ما وضع مدينة الفاشر حاليًا؟
تواجه الفاشر قصفًا متبادلًا بين الدعم السريع والجيش، إلى جانب أزمة معيشية حادة وسيولة نقدية شحيحة.
4. كم عدد النازحين إلى الطينة التشادية؟
أكثر من 60 ألف نازح منذ أبريل الماضي، معظمهم من سكان معسكر زمزم بعد سيطرة الدعم السريع عليه.
5. هل تُستخدم الطائرات المسيّرة على نطاق واسع في السودان؟
نعم، ازدادت الهجمات بها في الأشهر الأخيرة، مما يؤشر لتغيرات كبيرة في مسار الحرب وتكتيكاتها.