أزمة الكهرباء في أمدرمان: هل تتجه العاصمة نحو شلل خدمي كامل؟
في ظل تصاعد الأزمات المعيشية التي تعصف بالعاصمة السودانية، أطلقت سلطات الكهرباء في أمدرمان برمجة جديدة لتوزيع التيار الكهربائي، تُبقي النور لمدة 6 ساعات فقط يوميًا مقابل انقطاع يدوم 12 ساعة متواصلة. هذا القرار أثار موجة استياء شعبية واسعة، خصوصًا مع ارتفاع درجات الحرارة وتدهور الخدمات الأساسية التي تعتمد على الكهرباء.
الأسباب: استهداف ممنهج يقوّض البنية التحتية
أقر مدير الكهرباء في أمدرمان بوجود “برمجة قاسية” تؤرق المواطنين، موضحًا أن السبب الرئيسي لهذه القطوعات المتكررة يعود إلى الاستهداف المتواصل لمحولات الكهرباء، ما أدى إلى انهيار في الشبكة العامة وانخفاض حاد في القدرة التشغيلية للمولدات.
ورغم الجهود المبذولة لترميم البنية التحتية، إلا أن العملية – بحسب المسؤولين – تحتاج إلى زمن طويل وموارد فنية ولوجستية ضخمة لاستعادة الاستقرار في الإمداد الكهربائي.
زيارة ميدانية تكشف حجم الأضرار
في تطور لافت، قام والي الخرطوم أحمد عثمان حمزة بجولة ميدانية إلى عدد من المحطات التحويلية المتضررة، حيث اطلع على حجم الخسائر الناجمة عن الاستهداف الذي وصفه بـ”الممنهج والمدمّر”.
وأكد الوالي أن تلك الهجمات تسببت في أعطال جسيمة أجبرت إدارة الكهرباء على اعتماد برمجة قاسية، زادت من معاناة المواطنين اليومية، لا سيما في ظل الصيف الحار وتدهور الخدمات الصحية الحيوية.
محرر سودان لايف نيوز، المتابع الدقيق للأحداث، يرصد التطورات ويحلل خلفياتها.
الفنيون يقاتلون على جبهة الظلام
رغم التحديات، أشاد والي الخرطوم بالعاملين في قطاع الكهرباء، واصفًا إياهم بأنهم يعملون في “ظروف بالغة التعقيد”، وسط تهديدات أمنية ونقص حاد في الإمكانيات.
وحذّر من أن استمرار الهجمات التخريبية قد يُدخل البلاد في نفق مظلم من الأزمات المتلاحقة.
كما دعا الوالي إلى تكاتف الجهود بين السلطات والمجتمعات المحلية، محذرًا من خطورة “الجبادات غير القانونية” التي تستهلك الطاقة بشكل مفرط، مما يفاقم الضغط على الشبكة ويُضعف قدرتها على التوزيع المنتظم.
المواطن السوداني بين نار البرمجة ولهيب الصيف
مع ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية، باتت القطوعات الطويلة للكهرباء بمثابة كابوس يومي يلاحق الأسر السودانية.
تأثرت المستشفيات والمراكز الحيوية بشكل مباشر، في حين بات تشغيل الأجهزة الطبية أو حتى المراوح حلمًا بعيد المنال، ما دفع بعض الأهالي إلى استخدام وسائل بدائية للتبريد قد تكون خطيرة.
في ظل هذا المشهد، تتزايد المطالب الشعبية بضرورة التسريع في إصلاح البنية التحتية، وتعزيز الحماية لمحطات التحويل، وتقديم خطة بديلة لتقليل ساعات القطع على الأقل خلال فصل الصيف.
روابط ذات صلة:
بصيص أمل في الخرطوم… الكهرباء تعود تدريجيًا إلى كرري وأحياء العاصمة بعد انقطاع طويل
شركة الكهرباء تكشف سبب الإطفاء الكامل للشبكة
تصريحات جديدة من الخرطوم حول عودة التيار الكهربائي
الخاتمة
تُظهر أزمة الكهرباء في أمدرمان حجم التحديات التي تواجه البنية التحتية في السودان وسط ظروف أمنية متدهورة، وشح الموارد، وغياب الدعم الكافي.
المطلوب اليوم ليس فقط الحلول المؤقتة، بل استراتيجية وطنية لإنقاذ قطاع الكهرباء من الانهيار الكامل، تبدأ من وقف الاستهداف وتنتهي بإعادة تأهيل الشبكة.
الأسئلة الشائعة (FAQs)
1. ما سبب القطوعات الطويلة للكهرباء في أمدرمان؟
السبب الرئيسي هو الاستهداف المتكرر لمحولات الكهرباء، مما أدى إلى ضعف الشبكة وانخفاض القدرة التشغيلية.
2. كم عدد ساعات الكهرباء التي يحصل عليها المواطن يوميًا؟
وفق البرمجة الجديدة، يحصل المواطن على الكهرباء لمدة 6 ساعات فقط، مقابل 12 ساعة انقطاع.
3. هل هناك جهود لإصلاح الوضع؟
نعم، هناك جهود فنية تُبذل لتحسين الوضع، لكن تنفيذها يتطلب وقتًا وإمكانات كبيرة.
4. كيف تؤثر الأزمة على المستشفيات والخدمات الحيوية؟
توقفت الكثير من الأجهزة الطبية والخدمات الحيوية بسبب القطوعات الطويلة، ما يهدد حياة المرضى.
5. ما هو موقف السلطات من الهجمات على محطات الكهرباء؟
تعتبر السلطات هذه الهجمات “مدمّرة وممنهجة”، وتعمل على تعزيز الحماية للمرافق المتضررة مع مطالبة المجتمع الدولي بالدعم.