في أولى تصريحاته بعد تعيينه رئيسًا للوزراء، أطلق الدكتور كامل إدريس رسائل قوية ومطمئنة للشعب السوداني، مفادها أن الحرب الدائرة في السودان تقترب من نهايتها، مؤكدًا في ذات الوقت على دور الجيش السوداني باعتباره “صمام الأمان” وحامي الوحدة الوطنية.
الجيش درع السودان: رسائل حاسمة من بورتسودان
جاءت هذه التصريحات خلال جولة قام بها إدريس السبت في مدينة بورتسودان، شملت زيارة قيادة البحر الأحمر العسكرية، ورئاسة جهاز المخابرات العامة، والشرطة. وخلال زيارته لقيادة المنطقة العسكرية، دعا إلى حشد الجهود الوطنية الرسمية والشعبية لدعم الجيش، مشددًا على أن معركة الكرامة التي يخوضها الجيش تستحق الدعم الكامل من كافة أطياف المجتمع.
وقال إدريس بوضوح:
“الجيش هو الصائن لوحدة السودان، وكرامته، وعزته، ولن يتوانى في حسم التمرد وتحقيق النصر الكامل”.
رسالة إلى الداخل والخارج: السودان قادر على النهوض
وفي رسالة موجهة إلى المجتمع الدولي، أكد إدريس أن الجيش السوداني لا يزال قويًا ومتماسكًا، قادرًا على دحر التمرد وإعادة الاستقرار إلى كل أنحاء البلاد. وتأتي هذه التصريحات في وقت حساس تسعى فيه الحكومة الجديدة إلى طمأنة الداخل والخارج بأن الأوضاع في طريقها إلى الاستقرار، وأن البلاد تقترب من لحظة حاسمة يمكن أن تعيد ترتيب المشهد الوطني بعد شهور من التدهور.
وأكد إدريس أن الحكومة الجديدة تعمل على توحيد الجهود الوطنية تحت مظلة الجيش، الذي يمثل “الركيزة الأساسية” لتحقيق الاستقرار وإعادة بناء الدولة السودانية.
دعم تركي متزايد: بوابة جديدة لإعمار السودان
في سياق آخر، التقى رئيس الوزراء بالسفير التركي في السودان، فاتح يلدز، الذي أعلن استعداد بلاده لتقديم الدعم الكامل للسودان، ليس فقط سياسيًا، بل عبر المشاركة الفعلية في مشاريع إعادة الإعمار.
وأوضح السفير التركي أن المرحلة المقبلة ستشهد خطوات عملية، من أبرزها:
-
تأسيس مجلس مشترك لرجال الأعمال بين السودان وتركيا لتسهيل التعاون الاقتصادي.
-
افتتاح فرع لبنك “زراعات كتاليم” في مدينة بورتسودان، ما سيساهم في تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين.
-
زيادة دعم المشاريع التنموية في السودان بمجالات الصحة، التعليم، والبنية التحتية.
هذا التوجه التركي يعكس رغبة إقليمية واضحة في دعم السودان، خاصة في ظل تقلبات المشهد السياسي وتداعيات الحرب، كما يُشكل مؤشرًا على الثقة المتزايدة بالحكومة الجديدة وقدرتها على قيادة مرحلة التعافي.
كامل إدريس: رجل المرحلة الصعبة
تم تعيين كامل إدريس في منصب رئيس الوزراء في 19 مايو 2025، ليكون أول من يشغل هذا المنصب منذ استقالة عبد الله حمدوك في يناير 2022. ويُنظر إلى إدريس على أنه شخصية جامعة، قادرة على إعادة التوازن السياسي، خصوصًا بعد تعثر كل محاولات التوافق عقب انقلاب 25 أكتوبر 2021.
ويحمل إدريس على عاتقه مهمة بالغة الصعوبة، تتمثل في:
-
قيادة البلاد نحو الاستقرار السياسي
-
تعزيز وحدة الصف الوطني
-
إعادة بناء مؤسسات الدولة
-
جذب الدعم الإقليمي والدولي لإعمار ما دمرته الحرب