أبرز المواضيعاخر الاخبار

هل ينجح ترمب في إنهاء حرب السودان؟ كواليس الرباعية وتحولات القرن الأفريقي

متابعات سودان لايف نيوز – شهد الأسبوع الجاري حراكاً دبلوماسياً مكثفاً في إطار سعي المجتمع الدولي والإقليمي لاحتواء الأزمة السودانية ووقف الحرب المستمرة. فقد تصاعدت وتيرة التحركات الدولية، وشهدت الساحة زيارات واتصالات على أعلى المستويات، بما في ذلك اجتماع رباعي مؤثر ضم شخصيات فاعلة من الولايات المتحدة، والسعودية، ومصر، والإمارات. كما جاءت زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الإمارات، وزيارة مدير المخابرات الإثيوبي رضوان حسين إلى مدينة بورتسودان، كمؤشر على رغبة إقليمية متزايدة في بلورة تفاهمات جديدة بشأن مستقبل الجيوبوليتيك في القرن الأفريقي.

الرباعية الدولية: تحول محوري نحو التسوية

أبرز ما لفت الأنظار هو الاجتماع الرباعي الذي ضم مستشار ترمب للشؤون الأفريقية، وسفراء الدول الثلاث المؤثرة إقليمياً: السعودية، ومصر، والإمارات. البيان الصادر عن الاجتماع أكد بوضوح أن الحرب السودانية لا يمكن أن تُحسم عسكرياً، وأن الحل السياسي التفاوضي هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة. هذه اللهجة الحاسمة تمثل نقلة نوعية في الموقف الدولي، وتظهر مدى الجدية الأميركية – خاصة في عهد ترمب – في تسوية النزاعات عبر المسارات السلمية، تحقيقاً لرؤية أكثر انعزالية تهدف للتركيز على الداخل الأميركي وتقليل الانخراط العسكري الخارجي.

أجندة ترمب: السلام كجزء من حملة رئاسية؟

ترمب، المعروف بميله للسياسات الانعزالية منذ ولايته الأولى، يسعى إلى توظيف ملفات السلام ضمن استراتيجيته للعودة إلى البيت الأبيض. وعلى غرار محاولاته الحثيثة لإنهاء الحرب الروسية – الأوكرانية، ودفع الفلسطينيين والإسرائيليين نحو قبول صفقة القرن، يبدو أن الملف السوداني يدخل ضمن هذه الرؤية الأشمل. ومع تولي شخصيات بارزة مثل نائب وزير الخارجية كريستوفر لانداو، وكبير مستشاري أفريقيا مسعد بولس، متابعة هذا الملف، يتضح أن الولايات المتحدة تنوي الضغط الفعلي على الأطراف المتصارعة للجلوس إلى طاولة المفاوضات.

تأثير الإسلاميين: العقبة الأكبر في طريق التسوية

ورغم الزخم الدولي، تبقى هناك تحديات حقيقية تواجه جهود إنهاء الحرب. من أبرز هذه التحديات، مواقف الحركة الإسلامية السودانية التي ورثت نفوذها عن حزب المؤتمر الوطني. هذه الجماعة – التي تعارض أي حل لا يضمن لها وجوداً سياسياً – تعتبر عقبة أمام الانتقال الديمقراطي، بل متورطة في إشعال الحرب عبر دعم انقلاب الجيش على حكومة حمدوك، ورفضها لأي تسوية سياسية مع الدعم السريع لا تضمن لها مكاسب.

التحالفات الإقليمية والتوازنات الجديدة

زيارة المسؤول الإثيوبي إلى بورتسودان، وكذلك لقاء السيسي وبن زايد في الإمارات، لم تكن زيارات بروتوكولية فقط، بل مؤشر على تبلور محور إقليمي جديد يسعى لصياغة توازنات في المنطقة، خاصة في ظل التقاطعات بين مصالح القاهرة وأبوظبي من جهة، والضغوط الغربية – وعلى رأسها الأميركية – من جهة أخرى. فضم مصر للرباعية يعد تحولاً استراتيجياً يضعها مجدداً في قلب معادلة الضغط الإقليمي، بعد أن غُيبت في الجولات السابقة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى