
متابعات – سودان لايف نيوز- في تحرك دبلوماسي لافت، وصل مدير المخابرات الإثيوبي، رضوان حسين، إلى بورتسودان أمس الأحد. لم يأتِ وحده، بل كان برفقته حاكم إقليم تيغراي السابق ومستشار رئيس الوزراء الإثيوبي لشؤون شرق إفريقيا، قيتاشو ردا. هذه الزيارة، التي تجاهلتها وسائل الإعلام السودانية الرسمية بينما سلطت عليها الضوء بقوة وسائل الإعلام الإثيوبية، تثير العديد من التساؤلات حول طبيعة العلاقات المتوترة بين الخرطوم وأديس أبابا. فهل تحمل هذه الزيارة بشائر انفراجة في العلاقات الصامتة بين البلدين؟ “سودان لايف نيوز” تستطلع لكم خفايا هذا اللقاء وأبعاده الإقليمية.
رسالة سلام ودعم: إثيوبيا تسعى لاستعادة الاستقرار في السودان
اكد محرر “سودان لايف نيوز” أن الزيارة تهدف إلى تقديم رسالة دعم إثيوبية للسودان في ظل الظروف الراهنة.
رسالة آبي أحمد للبرهان وتجربة إثيوبيا
صرح مدير المخابرات الإثيوبي، رضوان حسين، في تغريدة على منصة “إكس”، أنهم نقلوا رسالة مباشرة من رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إلى الفريق أول البرهان. وأعرب حسين عن “عزم إثيوبيا الراسخ على مساعدة السودان في استعادة السلام والاستقرار”. كما أشار إلى أن الوفد شارك “تجربة إثيوبيا” مع المسؤولين السودانيين، في إشارة إلى جهود أديس أبابا في التعامل مع نزاعاتها الداخلية.
صمت رسمي وتغطية إثيوبية: دلالات على طبيعة العلاقة
اللافت في هذه الزيارة هو التجاهل التام لوسائل الإعلام السودانية الرسمية، في مقابل التغطية الواسعة التي حظيت بها في وسائل الإعلام الإثيوبية. هذا التباين يعكس التوترات الصامتة التي تشهدها العلاقات بين البلدين، والتي لم يجرِ الحديث عنها علناً في السودان.
خلفيات التوتر: ملفات عالقة ومواقف متباينة
الزيارة تأتي في ظل تعقيدات إقليمية ومواقف متباينة بين السودان وإثيوبيا.
مياه النيل و”عنتبي”: نقاط خلاف جوهرية
تشهد العلاقات بين السودان وإثيوبيا توترات صامتة بسبب مساندة السودان للمواقف المصرية المناوئة لإثيوبيا فيما يتعلق بـمياه النيل واتفاقية عنتبي. هذا الملف الحساس يبقى نقطة خلاف جوهرية بين الدول الثلاث.
استضافة المعارضين ولقاءات حميدتي: مزيد من التوتر
كما استضافت أديس أبابا عدداً من الاجتماعات لكيانات تعتبرها الحكومة في بورتسودان “مناوئة لها”. والأكثر إثارة للجدل هو التقاء رئيس الوزراء الإثيوبي بقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) خلال زيارته إلى إثيوبيا، مما أثار استياء بورتسودان.
تصاعد التوتر الإقليمي: تيغراي وإريتريا في الصورة
الزيارة لا تنفصل عن السياق الإقليمي المتوتر، خاصة في منطقة القرن الأفريقي.
التصعيد بين تيغراي والحكومة الاتحادية
تأتي هذه الزيارة وسط تصاعد حدة التوتر بين إقليم تيغراي الحدودي مع السودان والحكومة الإثيوبية الاتحادية بقيادة رئيس الوزراء آبي أحمد. ورغم التوصل إلى اتفاق سلام في بريتوريا في نوفمبر 2022 بعد عامين من القتال، إلا أن التوترات لا تزال قائمة.
تصريحات إريترية ضد إثيوبيا: تحالفات متغيرة؟
تأتي الزيارة أيضاً بعد تصريحات أدلى بها الرئيس الإريتري أسياس أفورقي ضد الحكومة الإثيوبية، حيث وصفها بأنها “وكيلة لأطراف أخرى في المنطقة”. وأشار إلى أن الشعب الإثيوبي “اتخذ قراره بالفعل وهو يستعد لتعزيز معارضته ضد الحكومة الإثيوبية”. هذا التطور يضع إثيوبيا في موقف إقليمي دقيق، خاصة وأن قيادات القوات المسلحة السودانية تعتبر إريتريا من أوائل الدول المساندة للجيش خلال الحرب الدائرة في السودان.
تساؤلات حول رد الفعل السوداني: توازن صعب
وكان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد قد زار بورتسودان في يوليو الماضي، في أول زيارة له إلى السودان منذ اندلاع الحرب، وهو ما فسره محللون بأنه يأتي في إطار البحث عن مساندة السودان في عدد من الملفات العالقة.
مخاوف من التأثير على علاقات السودان الإقليمية
يتساءل محللون حول رد الفعل المتوقع للحكومة السودانية إزاء هذا التواصل الإثيوبي. وأشاروا إلى مخاوف من أطراف سودانية أن يؤثر أي موقف إيجابي باتجاه إثيوبيا على علاقات السودان بمصر وإريتريا، مما يضع بورتسودان أمام تحدي الحفاظ على توازنات إقليمية معقدة.
في ظل هذه التوترات الإقليمية والمحلية، هل تعتقد أن زيارة المخابرات الإثيوبية يمكن أن تُسهم حقاً في استعادة السلام والاستقرار في السودان، أم أنها ستزيد من تعقيد المشهد؟ شاركنا رأيك في التعليقات!