الشيوعي يتهم مجموعة إسلامية بمعارضة تسوية دولية لإيقاف الحرب ويوجه اتهاما لمصر ومخطط تعيين كامل ادريس

الحزب الشيوعي السوداني يرفض تعيين رئيس الوزراء: "لا شرعية للبرهان" ومخاوف من "الهبوط الناعم"

متابعات – سودان لايف نيوز– في تصعيد جديد للمشهد السياسي السوداني، أعلن الحزب الشيوعي السوداني رفضه القاطع لقرار القائد العام للقوات المسلحة ورئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، بتسمية رئيس الوزراء الجديد. وأكد الحزب أن البرهان “لا يملك الشرعية السيادية” لاتخاذ هذا القرار، محذرًا من تداعيات ما وصفه بـ “الهبوط الناعم” على مستقبل البلاد.

“سلطة انقلابية” وتعديلات “تفتقر للسند الشعبي”

في بيان صدر مساء السبت 31 مايو 2025، انتقد المكتب السياسي للحزب الشيوعي بشدة الدور العسكري في السلطة، معتبرًا أن البرهان يمثل “سلطة انقلابية على حكومة الثورة”. وأشار البيان إلى أن البرهان يستند في قراراته إلى تعديلات أجراها في الوثيقة الدستورية، وهي تعديلات يرى الحزب أنها “تفتقر إلى السند الشعبي” وبالتالي تفتقر إلى الشرعية.

وأضاف البيان أن مجموعات إسلامية تقاتل إلى جانب الجيش السوداني تعارض أي تسوية سياسية تفرضها الضغوط الدولية على القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، مؤكدًا أن هذه القوى “مصممة على مواصلة الحرب وعدم إلقاء السلاح”. هذا ما يثير مخاوف الحزب من استمرار الصراع وتدهور الأوضاع.

اتهامات بالانحياز الخارجي وسياسات “نيوليبرالية”

لم يتوقف الحزب الشيوعي عند حدود انتقاد الشرعية، بل وجه اتهامات صريحة بأن قرارات البرهان تعكس “تدخلات خارجية” عقب زياراته لعدة دول في المنطقة. وأشار البيان إلى أن “حكومة الأمر الواقع” في بورتسودان تسعى للحصول على دعم عسكري ومالي خارجي عبر الانفتاح على قوى دولية تعتبرها الولايات المتحدة وحلفاؤها منافسة لها، مثل روسيا وإيران.

كما تطرق البيان إلى مصالح مصر في البحر الأحمر، لافتًا إلى أن تهديد الحوثيين للملاحة تسبب في تناقص إيرادات قناة السويس، مما دفع القاهرة إلى تبني موقف يتماشى مع الرؤية الأمريكية بشأن وقف الحرب السودانية وتشكيل حكومة مدنية، بعيدًا عن أي نفوذ لقوى منافسة.

وحذر الحزب الشيوعي من أن تعيين رئيس الوزراء لم يكن بهدف تحقيق مصالح الشعب السوداني، بل “لإخضاع إرادته أمام القوى الإقليمية والدولية”، متهمًا الحكومة المرتقبة بأنها “امتداد لمشروع الهبوط الناعم” الذي تم تصميمه خصيصًا للسودان. كما أشار البيان إلى أن الحكومة الجديدة، بقيادة الدكتور كامل إدريس، ستتبنى سياسات اقتصادية “نيوليبرالية” تشمل تحرير الاقتصاد، تصفية ما تبقى من القطاع العام، وتسليم مفاتيح الاقتصاد للرأسمالية الطفيلية المحلية وحلفائها الإقليميين والدوليين. وحذر الحزب من أن هذه السياسات ستؤدي إلى “تفاقم الفقر والبطالة والجوع والمرض، إلى جانب التضييق على الحريات العامة والحقوق الأساسية”، معتبرًا أنها “تكرس سلطة العسكريين داخل مؤسسات الدولة المدنية”.

المجتمع الدولي والتسوية السياسية:

كشف البيان عن وجود تفاهمات بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب (مذكور في النص الأصلي، لكن يُفترض هنا أنه إشارة لجهود دولية سابقة أو حالية تتعلق بترامب أو إدارته، نظرًا للتاريخ الحالي) والإمارات بشأن مشروع وقف الحرب في السودان وتشكيل حكومة مدنية، مشيرًا إلى أن الإمارات لم تعلن حتى الآن رفضًا صريحًا لهذا المشروع، وسط توافق مصالح بينها وبين الولايات المتحدة ومصر. وتوقع الحزب أن يمارس المجتمع الدولي والإقليمي ضغوطًا على الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لتشكيل حكومة موحدة وفق تسوية سياسية، مشيرًا إلى أن الجماعات العسكرية ذات التوجه الإسلامي ترفض هذا المسار، وتصر على مواصلة القتال لاستعادة نفوذها السياسي.

دعوة لتوحيد القوى الداخلية:

في ختام بيانه، أكد الحزب الشيوعي أن حل أزمة الحكم في السودان لن يأتي عبر التدخلات الخارجية، بل عبر “توحيد القوى السياسية والاجتماعية الرافضة للحرب في جبهة جماهيرية عريضة”، لمواجهة الانقسامات السياسية والعسكرية التي تعيق عملية الانتقال الديمقراطي في البلاد. هذه الدعوة تعكس رؤية الحزب بضرورة الحلول الداخلية والجماهيرية لإنهاء الأزمة.

ما هو رأيك في موقف الحزب الشيوعي من تعيين رئيس الوزراء الجديد؟ وهل تتفق مع مخاوفه بشأن التدخلات الخارجية والسياسات الاقتصادية المحتملة؟ شاركنا آراءك في التعليقات.

Exit mobile version