أبرز المواضيعأخر الأخبار

“ساعات” تفصل السودان عن “حل الحكومة”.. و”كامل إدريس” يُواجه تحدي “كفاءات لا محاصصة” بعد العيد!

رئيس الوزراء الجديد "ابن النوبة" و"خبير القانون الدولي" يُقسّم اليمين.. و"جوبا" تحتفظ بحصتها.. هل ينجح في انتشال السودان من "الانهيار"؟

بورتسودان – رصد خاص لـ “سودان لايف نيوز”

تُشير مصادر رفيعة المستوى، بحسب “الشرق”، إلى أن رئيس الوزراء السوداني الجديد، كامل إدريس، سيصدر خلال ساعات قليلة قراراً بـ”حل الحكومة” الحالية، على أن يبدأ مشاورات مكثفة عقب عطلة عيد الأضحى لتشكيل حكومة جديدة. هذه الخطوة تأتي بعد ساعات من أداء كامل إدريس اليمين الدستورية رئيساً جديداً للوزراء في السودان، السبت، أمام رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، حسبما أفادت وكالة السودان للأنباء (سونا).

د.كامل إدريس يؤدي القسم أمام رئيس مجلس السيادة رئيساً لمجلس الوزراء

محرر “سودان لايف نيوز“، الذي يتابع ببالغ الأهمية التحولات السياسية في البلاد التي تُعاني من ويلات الحرب وانهيار الخدمات، يرى أن كامل إدريس يواجه مهاماً شديدة التعقيد. ففي بلد تتكون وثيقته الدستورية من ستة وعشرين وزارة، يُشكل تحدي اختيار الوزراء وتنحية “المحاصصة بين القوى السياسية” أحد أبرز العقبات. المصادر تُؤكد أن التوجه سيكون نحو التركيز على “شخصيات مستقلة من كفاءات”، في محاولة لإيجاد حلول للخدمات المنهارة والوضع الاقتصادي المتراجع في البلاد. المعلومة المفيدة والواضحة هنا تكمن في قرب حل الحكومة الحالية، وتأكيد التوجه نحو حكومة كفاءات مستقلة بعيداً عن المحاصصة الحزبية.

“تعديل وزاري” مع بقاء “حصص جوبا”.. و”فيلق البراء” خارج التشكيل!

وكما ذكرت مصادر حكومية مطلعة لـ”الشرق” يوم الجمعة، فإن إدريس الذي وصل إلى بورتسودان الخميس، سيشرع في مشاورات موسعة لاختيار وزرائه، بعد حلّ الحكومة السودانية “المكلفة”. وأضافت المصادر أن توجه رئيس الوزراء الجديد سيكون أقرب لـ”التعديل الوزاري” من إعادة تشكيل للحكومة بالكامل، إذ سيتم الأخذ بالاعتبار الإبقاء على حصة الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام، وأبرزها:

“الحركة الشعبية” بقيادة نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار.
حركة “تحرير السودان” بزعامة حاكم دارفور مني أركو مناوي.
حركة “العدل والمساواة” بقيادة وزير المالية، جبريل إبراهيم.

في المقابل، نفت دوائر مقربة من السلطة السودانية ما تردد مؤخراً بشأن إمكانية منح جماعات مسلحة تقاتل إلى جانب الجيش، مثل “درع السودان” بقيادة أبو عاقلة كيكل، و”فيلق البراء بن مالك” القريب من التيار الإسلامي، جزءاً من الحقائب الوزارية. هذا النفي يُعزز من مسعى أن تكون حكومة إدريس مؤلفة من “كفاءات مستقلة غير حزبية”، في محاولة لتقديم وجه جديد لإدارة الدولة.

كامل إدريس يبدأ مشاورات “تعديل وزاري” لتشكيل الحكومة الجديدة.. و”كفاءات مستقلة” و”حصص الحركات المسلحة” عنوان المرحلة!

من هو كامل إدريس؟ خبير القانون الدولي “ابن النوبة” الذي جمع “المهدي والترابي”!

كامل إدريس هو شخصية بارزة في الساحة السودانية والدولية. ولد رئيس الوزراء السوداني الجديد عام 1954 في قرية الزورات شمال دنقلا، التي تقع في شمال السودان، وينتمي إلى مجتمع النوبة. يحمل إدريس مؤهلات أكاديمية مرموقة؛ فقد حصل على بكالوريوس في الفلسفة من جامعة القاهرة في مصر، وليسانس الحقوق من جامعة الخرطوم، وعلى درجة الدكتوراه في القانون الدولي من المعهد العالي للدراسات الدولية بجامعة جنيف في سويسرا. كما لديه عدة شهادات في القانون والعلوم السياسية والشؤون الدولية والمالية من معاهد عليا في جنيف.

 

ويُعرف عن كامل إدريس بأنه متخصص في القانون، وقد سبق أن شغل منصب مدير المنظمة الدولية للملكية الفكرية. ورغم عدم وجود انتماء حزبي معروف له، إلا أنه في العام 1999، أفلح في الجمع بين خصمين لدودين في المشهد السياسي السوداني، هما الصادق المهدي رئيس الوزراء السابق، وحسن الترابي الزعيم التاريخي للتيار الإسلامي السوداني، وذلك خلال لقاء تاريخي في جنيف. هذه القدرة على الجمع بين الأطراف المتنازعة تُشير إلى مهارات دبلوماسية وتفاوضية قد تكون ضرورية في المرحلة الراهنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى