أبرز المواضيعأخر الأخبار

صدمة الكوليرا في السودان: هل تخلت وزارة الصحة عن “أطباء بلا حدود”؟ وماذا وراء المشهد؟

محرر موقع "سودان لايف نيوز" يكشف: قرار مفاجئ يهز استجابة الوباء ومخاوف من تدهور الوضع الصحي!

الخرطوم – متابعات “سودان لايف نيوز“: في ظل تفشي وباء الكوليرا الذي يضرب العاصمة السودانية الخرطوم، تتكشف حقائق مثيرة للقلق حول إدارة الأزمة، تثير تساؤلات حادة حول مدى فعالية الاستجابة الحكومية. في خطوة مفاجئة، أقدمت وزارة الصحة السودانية على سحب يد منظمة “أطباء بلا حدود” من مراكز العزل الحيوية في مستشفي النو و أم درمان التعليمي، وهو قرار أثار ردود فعل متباينة ومخاوف جدية من تداعياته على الوضع الصحي المتأزم. هذا ما كشفه متطوع ميداني من داخل المستشفيين لـ(التغيير)، وأكده محرر موقع “سودان لايف نيوز” الذي حصل على معلومات حصرية تفيد بأن هذا الانسحاب قد يترك فراغًا كبيرًا في الخدمات الطبية المقدمة للمصابين.

الكوليرا تضرب بقوة: أرقام مقلقة وواقع مرير على الأرض

تأتي هذه التطورات في وقت أكد فيه وزير الصحة، الدكتور هيثم محمد إبراهيم، أن أعداد الإصابات اليومية في الخرطوم تتراوح بين 800 إلى 1000 حالة، مع نسبة وفيات تتراوح بين 2 إلى 3%. ورغم تأكيد الوزير أن “الوضع تحت السيطرة” وأن المنحنى الوبائي يشهد انحسارًا، إلا أن مشاهد افتراش المرضى للأرض التي انتشرت مؤخرًا، والتي وعد الوزير بعدم تكرارها، تلقي بظلال من الشك على هذا التصريح. فمعظم الوفيات، حسب قوله، تصل في حالات متأخرة، مما يشير إلى وجود تحديات كبيرة في الوصول المبكر للرعاية الصحية.

سحب “أطباء بلا حدود”: فراغ طبي ولوجستي يلوح في الأفق

القرار بسحب “أطباء بلا حدود” يطرح علامات استفهام كبيرة. فوفقًا للمتطوع الميداني الذي فضل حجب اسمه، كانت المنظمة تقدم خدمات طبية متكاملة ومنظمة داخل مركز عزل مستشفى النو، الذي استقبل مئات الحالات المصابة بالكوليرا. وبدلًا من استمرار هذا الدعم الحيوي، قامت الوزارة بتسليم الملف إلى منظمة “سيف ذا تشيلدرن”، التي تواجه صعوبات واضحة في تغطية الاحتياجات الطبية واللوجستية، حسب وصف المتطوع.

هذا الانسحاب لم يمر دون عواقب، فقد أشار المتطوع إلى أن سحب المنظمة تسبب في تراجع جودة الخدمات الصحية داخل المراكز، وترك فراغًا أثر بشكل مباشر على قدرة الاستجابة للوباء، خاصة في ظل ارتفاع أعداد الوفيات التي وصلت إلى 25 حالة يوميًا في بعض الفترات، وهو رقم صادم يكشف حجم الأزمة.

مستشفى أم درمان: سيناريو متكرر وتحذيرات متزايدة

لم يقتصر الأمر على مستشفى النو، فمستشفى أم درمان التعليمي شهد وضعًا مشابهًا بعد انسحاب “أطباء بلا حدود” يوم الخميس الماضي. هذا الانسحاب دفع بالتحذيرات من نقص حاد في الإمدادات الطبية وقلة الكوادر المؤهلة إلى الواجهة، مما يثير مخاوف جدية حول قدرة المستشفى على التعامل مع الأعداد المتزايدة من المرضى.

جهود حكومية “مكثفة” ولكن هل تكفي؟

من جانبه، يسلط وزير الصحة الضوء على جهود الحكومة المكثفة في مواجهة الوباء، مشيرًا إلى مشاركة أكثر من 10 منظمات إنسانية، بما في ذلك وكالات أممية. وأكد الوزير توزيع أكثر من 100 طن من المحاليل الوريدية، وفتح 10 مراكز عزل جديدة بسعة تفوق 800 سرير. كما أشار إلى تدخلات في إصلاح محطات المياه وإطلاق حملات تطعيم واسعة النطاق، تشمل 2.7 مليون جرعة لقاح ستصل قريبًا إلى الخرطوم.

ورغم هذه الأرقام، يبقى السؤال الأهم: هل هذه الإجراءات كافية لسد الفراغ الذي خلفه انسحاب منظمة بحجم “أطباء بلا حدود”؟ وهل ستنجح هذه الجهود في منع تكرار مشاهد افتراش المرضى للأرض؟ محرر موقع “سودان لايف نيوز” يؤكد أن الشفافية التامة وتقديم المعلومات الدقيقة للجمهور أمر حيوي لتهدئة المخاوف وبناء الثقة في هذه المرحلة الحرجة.

خاتمة وتساؤلات للمستقبل:

بين تطمينات المسؤولين ومخاوف العاملين في الميدان، يبقى الوضع الصحي في السودان على المحك. إن قرار سحب “أطباء بلا حدود” من مراكز العزل، بالرغم من الجهود الحكومية المبذولة، يثير تساؤلات جوهرية حول استراتيجية إدارة الأزمات الصحية في البلاد. هل ستتمكن المنظمات البديلة من تغطية النقص؟ وهل ستستمر معدلات الوفيات في الانخفاض؟ الأيام القادمة وحدها ستكشف الحقيقة الكاملة حول قدرة السودان على تجاوز هذه الأزمة الصحية المعقدة.

 

ما رأيكم في قرار وزارة الصحة؟ وهل تعتقدون أن الوضع تحت السيطرة فعلاً؟ شاركونا آراءكم في التعليقات!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى