بورتسودان – رصد خاص لـ “سودان لايف نيوز”
يعتزم رئيس الوزراء السوداني الجديد، كامل إدريس، بدء مشاورات موسعة لتشكيل حكومته، وذلك عقب أدائه القسم خلال اليومين المقبلين، وفقًا لمصادر حكومية مُطلعة. هذه الخطوة تأتي في ظل ترقب واسع من الشارع السوداني الذي يمني النفس بحكومة قادرة على معالجة التحديات الراهنة واستعادة الاستقرار.
محرر “سودان لايف نيوز“، الذي يتابع عن كثب كل التفاصيل المتعلقة بتشكيل الحكومة الجديدة وتأثيرها على المشهد السياسي والعسكري، علم من المصادر أن إدريس، الذي وصل إلى بورتسودان الخميس الماضي، سيبدأ مشاورات مكثفة لاختيار أعضاء حكومته، بعد حل الحكومة المكلفة سابقًا. وأوضحت المصادر أن توجهه سيكون أقرب إلى “تعديل وزاري” منه إلى تشكيل جديد بالكامل، مع الإبقاء على حصص الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام. المعلومة المفيدة والواضحة هنا تكمن في طبيعة التشكيل الحكومي كونه تعديلاً وليس جديداً بالكامل، مع الاحتفاظ بحصص حركات جوبا.
حركات “جوبا” باقية.. و”درع السودان” و”فيلق البراء” خارج التشكيل!
تُشير المصادر إلى أن الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا ستُحافظ على حصصها في الحكومة، وأبرزها:
الحركة الشعبية بقيادة نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار.
حركة تحرير السودان بقيادة حاكم دارفور مني أركو مناوي.
حركة العدل والمساواة بقيادة وزير المالية الحالي جبريل إبراهيم.
في المقابل، نفت دوائر مقربة من السلطة السودانية صحة التقارير التي تحدثت عن إمكانية منح جماعات مسلحة تقاتل إلى جانب الجيش، مثل “درع السودان” بقيادة أبو عاقلة كيكل، و”فيلق البراء بن مالك” القريب من التيار الإسلامي، حقائب وزارية. وأكدت المصادر أن حكومة إدريس ستتكون من “كفاءات مستقلة وغير حزبية”، مما يُشير إلى محاولة الابتعاد عن المحاصصة الحزبية الضيقة.
“الصحة” و”الخارجية” ثابتون.. وجدل حول “المالية” و”المعادن”!
من المنتظر أن يحتفظ وزيران مكلفان حاليًا بمواقعهما في الحكومة الجديدة، وهما:
وزير الصحة هيثم محمد إبراهيم.
وزير الخارجية عمر صديق.
لكن مصير وزير المالية جبريل إبراهيم لا يزال غير واضح، حيث لم يُحدد بعد ما إذا كانت حركته ستحتفظ بالوزارة، أو ما إذا كان سيتم تعيينه أو أحد قادة حركته في منصب وزاري آخر. وينطبق الأمر ذاته على وزير المعادن الحالي، محمد بشير أبو نمو، وهو قيادي في حركة تحرير السودان بقيادة مناوي، مما يُشير إلى بعض المفاوضات الجارية حول هذه الحقائب الوزارية الهامة.
الجيش يُرجح أن يختار وزيري “الدفاع والداخلية”.. ترقب لإعلان تشكيل حكومة “كامل ادريس” !
وفقًا للمصادر، من المرجح أن يقوم قادة الجيش باختيار وزيري الدفاع والداخلية، نظرًا لطبيعة الوزارتين الأمنية الحساسة في ظل استمرار الحرب. ويُتوقع أن تضم الحكومة شخصيات ذات خلفية عسكرية وأمنية لضمان إدارة المرحلة المقبلة بكفاءة وفاعلية في ظل التحديات الأمنية الكبيرة.
يأتي ذلك في وقت يترقب فيه الشارع السوداني الإعلان الرسمي عن أسماء الوزراء الجدد، وسط توقعات بأن تسعى حكومة إدريس إلى تحقيق توازن سياسي دقيق بين القوى المدنية والعسكرية، مع التركيز على جهود إعادة الاستقرار والأمن وسط الأزمة الراهنة التي تُعصف بالبلاد.