
القاهرة – رصد خاص لـ “سودان لايف نيوز”
في بادرة أمل تُضيء الظلام الذي خيم على السودان، انطلقت يوم الخميس من العاصمة المصرية القاهرة، المرحلة الثالثة من مبادرة “أرض الخير” للعودة الطوعية إلى السودان. وقد عمت أجواء من الفرح والحماس جموع المواطنين الذين أتيحت لهم فرصة العودة إلى أرض الوطن، بدعم سخي من عدد من الخيرين الوطنيين الذين أسهموا في تمويل وترتيب هذه العملية الإنسانية لمئات السودانيين.
محرر “سودان لايف نيوز“، الذي يتابع عن كثب كل الجهود الرامية لعودة أبناء السودان إلى ديارهم، علم أن المواطنين العائدين أعربوا عن سعادتهم البالغة بالعودة، مؤكدين فخرهم بـ**”التحولات الإيجابية الجارية بعد تحرير عدد من الولايات المهمة، على رأسها ولايات الخرطوم، الجزيرة، سنار، والنيل الأبيض”**. كما قدموا تهانيهم الخالصة للقوات المسلحة السودانية والقوات المساندة لها على ما تحقق من “انتصارات نوعية” في سبيل تحرير الوطن واستعادة الأمن والاستقرار. المعلومة المفيدة والواضحة هنا هي ربط العودة الطوعية بالانتصارات العسكرية المزعومة، مما يعكس وجهة نظر العائدين ودوافعهم.
دعوات لمواصلة “العمليات العسكرية” و”أرض الخير” عازمة على ترحيل “كل راغب”
ولم يقتصر الأمر على التهنئة، بل دعا المواطنون العائدون إلى “مواصلة العمليات العسكرية حتى تطهير كافة أراضي السودان من التمرد”. وأكدوا أن العودة إلى الوطن في هذا التوقيت “تعني الكثير من حيث الأمل في الاستقرار والمشاركة في بناء ما دمرته الحرب”، مما يعكس رغبة عميقة في المساهمة بإعادة إعمار بلادهم.
من جانبها، أكدت الجهات المنظمة لمبادرة “أرض الخير” على استمرارها في ترتيب وتنظيم المزيد من الرحلات الطوعية من القاهرة إلى السودان. مشيرة إلى أنها “عازمة على ترحيل كل من يرغب في العودة من أبناء السودان، حتى إتمام هذه المهمة الوطنية والإنسانية، وعدم التوقف حتى يُعاد كل راغب إلى بلده الأم”، وهذا يؤكد التزاماً طويلاً الأمد من قبل المبادرة.

سفارة السودان بالقاهرة: دور “فاعل” في تذليل العقبات
وأشادت الجهات الراعية للمبادرة بالدور “الفاعل” الذي لعبته سفارة السودان بالقاهرة، والتي سهّلت جميع إجراءات الترحيل وساهمت في تذليل العقبات أمام المواطنين الراغبين في العودة، وذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية في كل من مصر والسودان. هذا التنسيق المُثمر مكّن المبادرة من إنجاز مراحلها الأولى والثانية بنجاح، وها هي الآن تواصل بنجاح مرحلتها الثالثة.
تم الإعلان عن تنظيم رحلات عودة إضافية بعد عطلة عيد الأضحى المبارك، حيث تستهدف المرحلة المقبلة ترحيل نحو 2000 مواطن سوداني إضافي. هذا الرقم الضخم يعكس مدى الزخم الكبير الذي باتت تحققه المبادرة من حيث التنظيم والتجاوب الشعبي والدعم الوطني.
المرحلة المقبلة ستكون الأضخم من حيث عدد المستفيدين، وستشهد تنسيقاً أوسع لضمان سلامة وراحة العائدين، في ظل تطلع الجميع إلى وطن ينعم بالأمن والاستقرار والكرامة، لتُشكل هذه المبادرة بارقة أمل حقيقية في رحلة السودان نحو التعافي.