الريال السعودي في السودان.. قفزة جديدة في السوق الموازي وتباين في البنوك اليوم الخميس 29 مايو 2025!

الخرطوم – رصد خاص لـ “سودان لايف نيوز”

يواصل سعر صرف الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني تسجيل تحركات ملحوظة، خاصة في السوق الموازي الذي بات المحرك الرئيسي للتعاملات المالية في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة. ووفقاً لآخر التحديثات في المؤشر اليوم الخميس، الموافق 29 مايو 2025، شهدت قيم الصرف تباينات واضحة بين السوق السوداء والبنوك السودانية الرسمية.

محرر “سودان لايف نيوز”، الذي يتابع بتركيز بالغ نبض الشارع الاقتصادي السوداني، رصد أن سعر الريال السعودي في السوق السوداء الموازي قد سجل قيمًا تفوق التوقعات، حيث وصل متوسط سعر الشراء إلى حوالي 730.66 جنيهاً سودانياً، بينما بلغ سعر البيع حوالي 744 جنيهاً سودانياً. هذه الأرقام تعكس الضغط المتزايد على الجنيه السوداني وتآكل قيمته الشرائية بشكل مستمر، مما يؤثر بشكل مباشر على حياة المواطنين وتكلفة السلع الأساسية. المعلومة المفيدة والواضحة هنا تكمن في تحديد السعر الفعلي للريال في السوق السوداء، الذي يعتمد عليه غالبية المتعاملين.

البنوك السودانية: أسعار متفاوتة واستقرار هش

على الجانب الآخر، تظهر أسعار الصرف في البنوك السودانية الرسمية تبايناً ملحوظاً، حيث لا تزال تخضع لآليات السوق الرسمية، وإن كانت لا تعكس بالضرورة الحقيقة الاقتصادية الكاملة في ظل شح النقد الأجنبي. فبينما تحاول بعض البنوك الثبات على أسعار شبه مستقرة، تظهر مؤشرات أخرى على ارتفاع تدريجي يعكس تأثيرات السوق الموازي.

وتشير البيانات الصادرة عن بعض البنوك إلى أن سعر الريال السعودي في التعاملات الرسمية يظل أقل بكثير من السوق الموازي، لكن حجم التعاملات بهذا السعر يظل محدوداً للغاية، مما يدفع الأفراد والشركات للجوء إلى السوق السوداء لتلبية احتياجاتهم من العملات الأجنبية. ويعكس هذا التفاوت الهيكلي في الأسعار حالة الضبابية الاقتصادية التي تمر بها البلاد، وتحديات السيولة والتحويلات الخارجية التي يواجهها الجهاز المصرفي.

تداعيات اقتصادية: المواطن يدفع الثمن

إن هذا الارتفاع المستمر في سعر صرف الريال السعودي (وبقية العملات الأجنبية) في السوق الموازي، يعمق من الأزمة المعيشية التي يواجهها المواطن السوداني. فكل زيادة في سعر العملات الأجنبية تُترجم مباشرة إلى ارتفاع في أسعار السلع المستوردة، بما في ذلك الأدوية والمواد الغذائية الأساسية والوقود، مما يُثقل كاهل الأسر السودانية التي تعاني أصلاً من تدهور مستويات الدخل وتفشي البطالة.

وتواصل السلطات الاقتصادية في السودان جهودها للسيطرة على سوق العملات وتوحيد سعر الصرف، لكن هذه الجهود تواجه تحديات جمة في ظل الظروف السياسية والأمنية الراهنة التي تزيد من حدة التضخم وتؤثر سلباً على تدفقات النقد الأجنبي إلى البلاد.