كوستي – رصد خاص لـ “سودان لايف نيوز”
في تطور عسكري خطير يشي بتصاعد وتيرة الصراع في السودان، استهدفت ضربة جوية شنتها “قوات الدعم السريع” مستودعاً حيوياً للوقود وقاعدة عسكرية في مدينة كوستي بولاية النيل الأبيض. هذا الهجوم، الذي يُعد سابقة في استهداف هذه المدينة الاستراتيجية، أحدث دماراً واسعاً وأثار حالة من الذعر بين السكان.
محرر “سودان لايف نيوز“، الذي يتابع عن كثب مجريات الأحداث على الأرض، حصل على تفاصيل حصرية من مصدر عسكري فضل عدم الكشف عن هويته. أكد المصدر أن (الدعم السريع) قصفت مستودعاً للوقود في مدينة كوستي ومقر الفرقة 18 بمسيَّرة استراتيجية؛ ما تسبب في إشعال النار بالمستودع”. وقد أفاد شهود عيان برؤية انفجارات ضخمة وتصاعد أعمدة كثيفة من الدخان الأسود فوق المدينة، مما يشير إلى حجم الأضرار البالغة.
غارة مسيرة تستهدف مقر قيادة الجيش في مدينة كوستي
تفاصيل الهجوم: مسيرات متزامنة تستهدف الشرايين الحيوية
تفيد التفاصيل بأن طائرات مسيرة شنت، مساء الثلاثاء، هجوماً منسقاً على خزانات الوقود الرئيسية شرق مدينة كوستي، وفقاً لما أفاد به سكان محليون. لم يقتصر الهجوم على المستودعات المدنية، بل امتد ليشمل محيط الفرقة العسكرية 18 مشاة التابعة للقوات المسلحة السودانية، مما يدل على استهداف عسكري مباشر.
وأكدت مصادر محلية أن الطائرات المسيرة استهدفت المستودع، حيث سمع السكان دوي انفجارات عنيفة هزت أرجاء المدينة، تبعها تصاعد كثيف للدخان في السماء. ويُعد هذا الهجوم الثالث من نوعه خلال الشهرين الأخيرين، مما يزيد من المخاوف حول تصاعد وتيرة المواجهات وانتقالها إلى مناطق جديدة لم تكن ساحة رئيسية للنزاع.
وذكرت المصادر أن أربع طائرات مسيرة حلقت بشكل متزامن واستهدفت مواقع عسكرية قرب خزانات الوقود، فيما حلقت مسيرة خامسة بالقرب من جسر يربط بين كوستي وربك، مما قد يشير إلى محاولة لتعطيل حركة الإمداد أو استهداف نقاط حيوية إضافية.
مسيرات تستهدف مدينة بورتسودان خلال الساعات الماضية مجددا
أضرار محتملة: ضحايا مدنيون وذعر في الشوارع
أوضحت المصادر أن الهجوم على المنطقة الصناعية في كوستي تسبب في أضرار جسيمة، مع ورود أنباء أولية عن سقوط ضحايا من المدنيين، على الرغم من عدم إعلان رسمي عن عددهم حتى الآن. هذا الغموض يزيد من حالة القلق والفزع بين الأهالي.
وقال أحد الشهود: “في تمام الساعة الثانية ظهراً بالتوقيت المحلي، سمعنا دوي الانفجارات، وشاهدنا تصاعد الدخان من المنطقة الصناعية بالقرب من المستودعات.” كما أكد شهود عيان أن الهجوم استهدف محيط الفرقة 18 مشاة، بالتزامن مع قصف مستودعات الوقود، مما يعكس تصاعداً خطيراً في الهجمات الجوية في المنطقة، ويثير تساؤلات حول فعالية الدفاعات الجوية وقدرة الجيش على حماية المدن الاستراتيجية ومخازن الوقود الحيوية.