كوستي – رصد خاص لـ “سودان لايف نيوز”
في تطور مفاجئ وغير مسبوق، تحولت مدينة كوستي، التي تُعرف بهدوئها النسبي ومركزها الاستراتيجي على النيل الأبيض، إلى مسرح لهجوم بطائرات مسيرة. أكدت مصادر عسكرية لـ “سودان لايف نيوز” أن قوات الدعم السريع شنت هجوماً عنيفاً استهدف مقراً للجيش ومستودعاً حيوياً للوقود بالمدينة. لم يكن هذا الهجوم مجرد قصف عابر، بل أسفر عن انفجارات ضخمة أدت إلى اندلاع حرائق هائلة في خزانات الوقود، مما تسبب في تصاعد أعمدة كثيفة من الدخان غطت سماء المدينة.
محرر “سودان لايف نيوز” الذي يتابع عن كثب هذه التطورات الميدانية، علم أن دوي الانفجارات كان مدوياً، حيث اهتزت أرجاء المدينة بأكملها بفعل قوة الهجوم. ولا تزال عمليات إحصاء الضحايا جارية حتى الآن، وسط أنباء أولية تُشير إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى. الأعداد لم تُحصر بدقة بعد، مما يزيد من حالة القلق والتوتر بين السكان الذين لم يعتادوا على مثل هذا العنف. المعلومة المفيدة والواضحة هنا تكمن في استهداف البنية التحتية الحيوية للوقود، ما قد تكون له تداعيات كارثية على الحياة اليومية والإمدادات في المنطقة.
الدفاعات السودانية تحبط هجومًا بطائرات مسيرة على محطة أم دباكر
الذعر يعم المدينة: النيران تلتهم والمواطنون في حالة فزع
شهود عيان تحدثوا لـ “سودان لايف نيوز” عن مشاهد مروعة، حيث أفادوا بأن القصف أحدث حالة من الذعر والفزع بين المواطنين. الأوضاع تزداد سوءاً مع استمرار النيران في الاشتعال بشكل لا يمكن السيطرة عليه بسهولة، في ظل غياب وسائل الإطفاء الكافية للتعامل مع هذا الوضع الكارثي. هذا النقص في الإمكانيات يزيد من حجم الخسائر المحتملة ويجعل مهمة احتواء الحريق شبه مستحيلة.
يأتي هذا التصعيد في وقت تتزايد فيه حدة المواجهات بين الجيش وقوات الدعم السريع في عدة جبهات، وسط مخاوف متنامية من تحول المدن الآمنة نسبياً إلى ساحات جديدة للصراع. استهداف كوستي، التي تُعد نقطة لوجستية حيوية وبوابة للجنوب، يُشير إلى تحول في استراتيجية القتال، قد يوسع نطاق الصراع ليشمل مناطق كانت تعتبر آمنة نسبياً حتى الآن. فهل تكون كوستي بداية فصل جديد من الحرب في السودان؟
تعليق واحد