أبرز المواضيعأخر الأخبار

السودان على شفير كارثة صحية.. الكوليرا تحصد الأرواح والأوبئة تتفشى بلا هوادة!

2729 إصابة بالكوليرا خلال أسبوع وانهيار صحي شامل يهدد حياة الملايين.. وحملة تطعيم بـ "جبل أولياء" بصيص أمل

الخرطوم – رصد خاص لـ “سودان لايف نيوز”

تتفاقم الأزمة الصحية في السودان بوتيرة مخيفة، حيث كشف مركز عمليات الطوارئ الاتحادي بوزارة الصحة عن أرقام مفزعة تعكس حجم الكارثة. فقد بلغ عدد الإصابات بوباء الكوليرا 2729 حالة خلال أسبوع واحد، أسفرت عن 172 وفاة. هذه الأرقام ليست مجرد إحصائيات، بل هي شهادات على واقع مرير يعيشه ملايين السودانيين في ظل نظام صحي يترنح.

محرر “سودان لايف نيوز”، الذي يتابع بشغف هذه التطورات، علم أن 90% من الإصابات الجديدة بالكوليرا تتركز في ولاية الخرطوم، وتحديداً في محليات كرري، أم درمان، وأم بدة. تليها في قائمة الولايات الأكثر تضرراً: شمال كردفان، سنار، الجزيرة، النيل الأبيض، ونهر النيل. هذا الانتشار الوبائي الواسع يضع البلاد على حافة كارثة إنسانية شاملة.

أمراض متعددة تنهش الجسد السوداني: حصيلة مرعبة لأوبئة أخرى

لا تقتصر المأساة على الكوليرا وحدها. فقد أعلن اجتماع مركز عمليات الطوارئ الاتحادي أن التراكمي للإصابات بحمى الضنك بلغ 12886 حالة، بينها 20 وفاة. أما الحصبة، فقد سجلت 54 إصابة تراكمية في 6 ولايات، ومنها حالتي وفاة. ولم يسلم السودان من السحائي، الذي بلغ عدد إصاباته 134 حالة في 6 ولايات، منها 12 وفاة، مع تركز 73.9% من هذه الإصابات في ولاية الجزيرة. الكبد الوبائي (E) أيضاً يضرب بقوة، حيث أوضح التقرير أن 91% من الإصابات به تأتي من ولاية كسلا. هذه الأرقام المتلاحقة ترسم لوحة قاتمة للوضع الصحي العام في البلاد.

صحة البيئة والإمداد الدوائي: تحديات مضنية

في ظل هذا المشهد الوبائي، أشار تقرير صحة البيئة والرقابة على الأغذية إلى جهود مبذولة، حيث تم قراءة 1415 من المصادر داخل الشبكة، متجاوزاً المستهدف بنسبة 150%. ورغم أن 1052 منها كانت مطابقة، إلا أن وجود 328 مصدراً غير مطابق يمثل ناقوس خطر يهدد سلامة المياه والغذاء، وهما من أهم أسباب انتشار الأوبئة.

من جانب الإمداد، قطع تقرير الإمداد عن التفاوت في وفرة الأدوية والمستهلكات البالغة 56 صنفاً، وكذلك التفاوت في محاليل الكوليرا وحمى الضنك. تم إمداد 150 طناً لولاية الخرطوم، وصل منها 120 طناً فقط، فيما تجري الإجراءات لإرسال 30 طناً المتبقية من غرفة عطبرة الإقليمية. هذا التفاوت والنقص في الإمدادات الحيوية يعرقل جهود الإغاثة ويضعف القدرة على الاستجابة السريعة للأزمة.

حركة السكان وتأثيرها على انتشار الأوبئة

أفاد تقرير الحجر الصحي بأن 12353 شخصاً وصلوا إلى البلاد عبر نقاط الدخول المختلفة، فيما غادرها 12475 شخصاً. اللافت في هذا التقرير هو عودة 7247 شخصاً من مصر عبر معبري اشكيت وأرقين خلال أسبوع واحد، ووصول 500 شخص من جنوب السودان عبر معبر جودة. هذه الحركة الكبيرة للسكان، خاصة من مناطق قد تكون موبوءة، تزيد من تحديات السيطرة على انتشار الأمراض، حيث أشار التقرير إلى تردد 840 شخصاً على عيادات الطوارئ فور وصولهم.

بصيص أمل: خدمات صحة الأم والطفل وحملات التطعيم

وسط هذا الظلام، يبرز بصيص أمل من تقرير صحة الأم والطفل، الذي أكد استمرار تقديم خدمات صحة الأم والطفل، والعيادات الجوالة في مراكز الإيواء بكسلا. كما لفت التقرير إلى تنفيذ عدد من الحملات، وتدريب كوادر في عدة مجالات حيوية، مما يشير إلى جهود مستمرة للحفاظ على شريحة حيوية من المجتمع.

واستعرض الاجتماع تقرير المعمل القومي للصحة العامة، بجانب تقارير اللجان المختصة، وأنشطة منظمة الصحة العالمية وصندوق إعانة المرضى الكويتي، مما يدل على تنسيق بين الجهات المحلية والدولية.

الخرطوم في قلب العاصفة: خطة للسيطرة على الوباء

بالنسبة للوضع الصحي بولاية الخرطوم، وصل فريق من الوزارة الاتحادية برئاسة مدير الإدارة العامة للطوارئ الصحية ومكافحة الأوبئة بالإنابة، وعقد اجتماعاً مع الوزارات والجهات ذات الصلة. جرى تقسيم العمل لعدة محاور ولجان وجهات ذات اختصاص للسيطرة على الوباء بالولاية، والوقوف على حجم الإمداد وجهود المنظمات العاملة.

أحد أبرز الأنشطة التي بدأت هي عمليات التطعيم بلقاح الكوليرا في منطقة البجا عبد الهادي بمحلية جبل أولياء، على أن تُطعم باقي المحليات في المرحلة المقبلة. وجه الاجتماع بتكثيف الجهود، خاصة في مجال صحة البيئة بولاية الخرطوم، في ظل التحديات الجسيمة الماثلة، على أمل أن تتمكن هذه الجهود من احتواء الكارثة قبل أن تخرج عن السيطرة تماماً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى