كسلا – رصد خاص لـ “سودان لايف نيوز”
في خطوة نوعية نحو الارتقاء بالعملية التعليمية، تستضيف ولاية كسلا حالياً فعاليات دورة تدريبية متخصصة لمعالجة “صعوبات التعليم”. هذه المبادرة، التي تنظمها رابطة معلمي ومعلمات أبناء الحلنقة، بالتعاون مع منظمة أودي الخيرية ومركز التدريب والتطوير المهني المتقدم بجامعة كسلا، تُعد نقطة تحول في جهود الولاية لتعزيز جودة التعليم.
محرر “سودان لايف نيوز“ الذي حضر فعاليات الدورة، علم أن الأستاذ عثمان عمر عثمان، المدير العام لوزارة التربية والتوجيه بولاية كسلا، خاطب المشاركين مشيداً بالدور الريادي للرابطة والجهات المنظمة. ووصف المبادرة بأنها “مهمة وضرورية للوزارة”، لما لها من أثر إيجابي في تطوير العملية التعليمية في ظل الظروف الراهنة. المعلومة المفيدة والواضحة هنا تكمن في تركيز المبادرة على “صعوبات التعليم”، وهو مجال ظل مهملاً لسنوات طويلة، ما أثر سلباً على تحصيل التلاميذ وجودة المخرجات التعليمية.
“نحمد الله أن سخر لنا هذه الكوكبة”: تكريم للجهود العلمية المتفانية
عبر الأستاذ عثمان عن عظيم تقديره وامتنانه للدكتور طارق فاروق عبد الله، محاضر علم النفس التربوي بكلية التربية بجامعة إفريقيا العالمية، والمتخصص في تشخيص صعوبات التعليم. وقال عثمان: “نحمد الله أن سخر لنا هذه الكوكبة من العلماء والخبراء الذين يقدمون العلم بسخاء ودون مقابل، وهذا مما يدعو للفخر والامتنان”. ويُعد الدكتور طارق فاروق معتمداً من اتحاد المدربين العرب، وتخصصه في تشخيص صعوبات التعليم يمثل إضافة نوعية للجهود المبذولة في هذا المجال الحيوي.
وأضاف المدير العام: “تشخيص صعوبات التعليم يُعد خطوة أساسية في المسار الصحيح، فالكثير من التلاميذ قد يكونون طبيعيين لكنهم يواجهون مشكلات محددة في استقبال المعلومة، سواء في القراءة أو الكتابة أو مهارات أخرى، وهذا البرنامج يسهم في ردم تلك الفجوة”. وأكد عثمان أن الوزارة حريصة على استمرار مثل هذه الدورات التدريبية التي تشمل اختبارات تفصيلية في القياس والتقويم، لما لها من أهمية قصوى في تحسين جودة التعليم وتوفير بيئة تعليمية دامجة.
“التأهيل والتطوير المستمر للمعلمين”: استراتيجية رابطة أبناء الحلنقة
من جانبه، أوضح الدكتور حسن تكروري إدريس، رئيس رابطة معلمي ومعلمات أبناء الحلنقة، أن الدورة تستهدف 30 دارساً ودارسة، وتهدف إلى تأهيل المعلمين وتعزيز قدراتهم في التعامل مع التحديات التعليمية، لا سيما في جانب صعوبات التعلم. وأكد تكروري أن “ضمن استراتيجية الرابطة للعام 2025، نضع التأهيل والتطوير المستمر للمعلمين في مقدمة أولوياتنا، وسنواصل العمل من أجل تحقيق تعليم نوعي وفعّال.”
عبر المشاركون في الدورة عن بالغ شكرهم وتقديرهم لكل من أسهم في إنجاح هذه المبادرة، مؤكدين على أهمية استمرار مثل هذه الجهود الرامية إلى الارتقاء بالعملية التربوية والتعليمية بولاية كسلا. هذه الدورة، التي تستمر من 25 إلى 29 من الشهر الجاري بمدرسة كسلا الأهلية النموذجية بنين، وتحظى برعاية كريمة من وزير المالية والقوى العاملة، تشكل بارقة أمل لمستقبل التعليم في الولاية.