أخر الأخبار

أم درمان تحت رحمة الكوليرا.. حلول شعبية يائسة ومياه ملوثة تنذر بكارثة!

متطوعون يواجهون الوباء بجهود ذاتية والنظام الصحي ينهار مع استهداف محطات الكهرباء والمياه

أم درمان – رصد “سودان لايف”

تشهد مدينة أم درمان، العاصمة الثقافية للسودان، تفشيًا متزايدًا ومقلقًا لوباء الكوليرا، حيث يجد السكان أنفسهم في مواجهة المرض بوسائل محلية وبدائية في ظل غياب شبه تام للمعينات الطبية وتفاقم أزمة تلوث المياه. هذا الوضع ينذر بكارثة صحية واسعة النطاق إن لم يتم التدخل العاجل.

محرر موقعسودان لايف اطلع على بيان صادر عن منظمة “أطباء بلا حدود” الخميس، كشف عن أرقام مفزعة: أكثر من 2500 حالة يُشتبه بإصابتها بالكوليرا في الخرطوم وحدها منذ بداية الشهر. المنظمة حذرت بشكل صريح من انتشار واسع للوباء مع استمرار التدهور الكارثي للأوضاع الصحية والبنية التحتية. المعلومة المفيدة والواضحة هنا تكمن في الربط المباشر بين انقطاع الكهرباء وانهيار محطات المياه، ما يدفع السكان لاستخدام مصادر مياه غير آمنة، ويزيد الطين بلة انتشار الأوساخ والجثث جراء النزاع المستمر منذ أكثر من عامين.

وفي محاولة يائسة لتخفيف وطأة الأزمة، أطلق متطوعون في مستشفى النو حملة بطولية بعنوان “دعونا نكافح وباء الكوليرا”. تهدف الحملة إلى دعم المواطنين من خلال إرشادهم إلى أساليب الوقاية البسيطة، ونقل المرضى إلى المستشفى، وحتى المساعدة في دفن المتوفين، في مشهد يعكس التكافل الشعبي في وجه الإهمال وغياب الخدمات.

يوسف الجاك، أحد سكان الحارة الثامنة بمحلية كرري، أكد لـ”الترا سودان” تفشي المرض في أجزاء واسعة من أحياء كرري، مشيرًا إلى أن مستشفى النو يستقبل مئات الحالات يوميًا بإمكانيات محدودة للغاية. وأوضح الجاك أن حملة التوعية تركز على إرشاد المواطنين حول كيفية مكافحة المرض بوسائل بدائية لكنها فعالة، مثل غلي المياه قبل استخدامها، وتقديم محلول الملح والسكر للمرضى، إلى جانب تجنّب تناول الأطعمة المكشوفة، وطهي الطعام جيدًا، وغسل اليدين بانتظام.

يأتي تفشي المرض نتيجة لانقطاع المياه في أجزاء واسعة من ولاية الخرطوم، مما اضطر المواطنين للاعتماد على مياه النهر الملوثة. وتفاقمت الأزمة بشكل دراماتيكي بعد هجمات بطائرات مسيّرة استهدفت محولات الكهرباء في أم درمان، ما أدى إلى انقطاع كامل للتيار الكهربائي وشلّ محطات المياه، الأمر الذي زاد من اعتماد المواطنين على مصادر مياه غير آمنة.

وفي ظل هذه الظروف القاسية، أعلنت حكومة ولاية الخرطوم أنها بدأت العمل على حلول لأزمة المياه، منها حفر آبار جديدة. لكن الإصلاحات لم تكتمل بعد، حيث تحتاج الولاية إلى إنتاج مليوني لتر من المياه، بينما لا يتجاوز الإنتاج الحالي 500 ألف لتر فقط، مما يؤكد الفجوة الهائلة التي تعمق الأزمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى