متابعات سودان لايف نيوز – نظمت السلطات الأمنية في مدينة بورتسودان حملة اعتقالات شاملة استهدفت مئات المدنيين، بتهمة التعاون والتخابر مع قوات الدعم السريع. أكدت المصادر المحلية والشهود أن هذه الحملة جاءت بعد تعرض المدينة لهجمات بالطائرات المسيّرة، مما زاد من التوترات الأمنية في المنطقة.
أفاد أحد أقارب المعتقل محمد إبراهيم البالغ من العمر 28 عاماً في هذا السياق بأنه اعتقل في التاسع من مايو من سوق المدينة بواسطة الخلية الأمنية المشتركة التي تتألف من عناصر من الشرطة وجهاز المخابرات العامة والشرطة العسكرية. وأشار إلى أن محمد تم اتهامه بالتخابر مع قوات الدعم السريع، وبعد أسبوع نقل إلى سجن بورتسودان القومي حيث منع من التواصل مع عائلته على الرغم من جهود المحامي القانونية.
أعلنت الخلية الأمنية المشتركة في بيان صحفي عن اعتقال حوالي 2500 شخص منذ بداية الشهر الحالي، وتم الإفراج عن 1470 منهم بعد التحقيق معهم، بما في ذلك 234 قاصراً بتعهدات شخصية. وما زال 16 شخصًا تحت التحقيق، وتم تحويل آخرين إلى الشرطة العسكرية بتهمة انتحال الصفة العسكرية، مما يعكس تصاعد الإجراءات الأمنية في المدينة في الظروف الراهنة.
أكدت المحامية رحاب مبارك، عضو في مجموعة “محامو الطوارئ”، في مقابلتها مع “دارفور24” أن سجن بورتسودان القومي يحتضن حوالي 1600 معتقل يعيشون في ظروف إنسانية صعبة جدا. وأشارت إلى أن انقطاع الكهرباء وتوقف محطة تحلية المياه في السجن قد أسهما في تفاقم الأوضاع، مما يعرضهم لخطر الإصابة بمشاكل صحية خطيرة مثل أمراض الكلى، إضافة إلى تأخر تقديم الوجبات الغذائية للمعتقلين مما يزيد من معاناتهم اليومية.
حذرت مبارك من خطر الأمان الذي يواجه المعتقلين في سجن قريب من المناطق العسكرية المستهدفة، مما يزيد من احتمال تعرضهم للخطر.
أشارت إلى تنوع في فئات المعتقلين، بما في ذلك الصحفيين والأطباء والمعلمين والمهندسين، بالإضافة إلى أعضاء من الأحزاب السياسية، مما يعكس حجم الانتهاكات التي يتعرض لها المجتمع. وأكدت المحامية أن أكثر من 250 معتقلا يواجهون اتهامات بالتعاون والتخابر مع قوات الدعم السريع وفقًا للمواد “50-51” من القانون الجنائي، مما يثير القلق بشأن قانونية الإجراءات المتخذة ضدهم ويبرز الحاجة الملحة لتوفير حماية قانونية وضمان حقوقهم الأساسية.
