متابعات سودان لايف نيوز – اعتقلت مجموعة مسلحة ملثمة الناشط السوداني محمد آدم أرباب، المعروف بلقب “توباك”، يوم الأحد الماضي، حيث تم اقتياده إلى مقر السفارة السودانية في العاصمة الليبية طرابلس. ووفقًا لمصادر مطلعة، أفادت بها “دارفور24″، فإن الحادثة أثارت قلقًا واسعًا بين الأوساط الحقوقية والسياسية، خاصة في ظل الظروف الأمنية المتوترة التي تعيشها ليبيا.
أفاد ناشط سوداني مقيم في طرابلس، فضل عدم الكشف عن هويته، أن مجموعة مكونة من أربعة أفراد استقلوا سيارة صالون، قامت باختطاف “توباك” بشكل عنيف. وأشار إلى أن محاولاتهم للتواصل معه خلال الأيام التالية لم تنجح، حيث كان هاتفه مغلقًا، مما زاد من المخاوف حول مصيره ومكانه الحالي.
في سياق متصل، نفت إحدى قريبات “توباك” الشائعات التي تفيد بأنه كان في السفارة لاستلام جواز سفره، مؤكدة أنه مسجل كلاجئ لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في ليبيا. وأوضحت أنه يحمل وثيقة تحميه من الترحيل القسري، مما يثير تساؤلات حول دوافع اعتقاله والجهات التي تقف وراء ذلك.
ردود فعل حقوقية
كان المرصد السوداني لحقوق الإنسان هو الأول في إعلان الحادثة، حيث أصدر بيانًا يوم الإثنين رأى فيه أن “عملية التوقيف تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، وتهدد أمن اللاجئين السودانيين في الخارج”.
وأكد البيان أن السفارة “تحولت من جهة دبلوماسية إلى أداة لملاحقة المعارضين السياسيين، وهو ما يتعارض تمامًا مع الأعراف الدولية”. كما طالب المرصد المفوضية السامية للأمم المتحدة والسلطات الليبية بفتح تحقيق شفاف ومستقل، وضمان عدم تسليم “توباك” إلى أي جهة قد تعرّض حياته للخطر.
الادعاءات الحكومية
من ناحية أخرى، ذكرت سامية حسن حامد، رئيسة المرأة السودانية بمجلس تنسيق الجاليات في طرابلس، أن الاعتقال جاء بطلب من الحكومة السودانية، وأنه مرتبط بجريمة قتل عمد سابقة حدثت في السودان.
في المقابل، نفى مصدر بالسفارة السودانية في طرابلس، في تصريحات لـ”دارفور24″، أن تكون لديهم معلومات عن احتجاز “توباك” داخل مبنى السفارة، وأوضح أن إجراءات التوقيف هي من اختصاص سلطات الإنتربول في الدولة المضيفة بعد إصدار “النشرة الحمراء”، ولا علاقة للسفارة بها.
الخلفية القانونية لـ”توباك”
يُعتبر “توباك” أحد المتهمين في قضية مقتل العميد شرطة علي بريمة، الذي قُتل خلال احتجاجات شهدتها العاصمة السودانية الخرطوم في عام 2022. وقد ظل رهن الحبس الاحتياطي حتى اندلاع النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023.
بعد اندلاع الصراع، تمكن “توباك” من الفرار مع آلاف من السجناء من سجن الهدى شمال غرب أم درمان، متجهًا إلى مدينة ود مدني، ثم إلى ليبيا في نفس العام. وفي أعقاب فراره، بث “توباك” مقطع فيديو تعهد خلاله بتسليم نفسه عند استقرار الأوضاع لمواصلة إجراءات المحاكمة.
حتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم تصدر السفارة أي بيان توضيحي بخصوص الواقعة.