اشرف طه يكتب .. المخطط الخفي لتمزيق السودان: هل “دارفور” المحطة التالية؟

اشرف طه يكتب .. المخطط الخفي لتمزيق السودان: هل “دارفور” المحطة التالية؟

بالرغم من تجاهل الاعلام الخارجي من ما يحدث في السودان إلا ان المؤشرات الحالية ترسم صورة مقلقة تشبه إلى حد كبير ما حدث في ليبيا. فالمتابع الجيد يعلم أن ما يجري في السودان ليس مجرد صراع داخلي، بل هو جزء من خطة أكبر، وضعتها قوى إقليمية بهدف تقسيم السودان إلى دويلات صغيرة.

لقد رأينا هذا السيناريو من قبل عندما انفصل جنوب السودان عن شماله. والآن، يبدو أن دارفور وشرق السودان ضمن المخطط نفسه. لان الدعم الذي تتلقاه القوات المسلحة والدعم السريع من جهات خارجية يؤكد أن هذه الحرب ليست بريئة، وأن الأهداف الخفية وراءها قد تكون أخطر بكثير مما نتخيل لان هنالك دول تدعم الطرفين نفسهم، طرف بالسلاح والأخر بالمضاد.

و من الأمور التي تثير القلق بشدة هي الانسحابات التي تقوم بها قوات الدعم السريع باتجاه دارفور، مصطحبة معها كل عتادها الحربي. هذا التحرك يعني أن هذه القوات، التي كانت منتشرة في ولايات السودان المختلفة، تتجمع الآن في دارفور. هذا التمركز، مع وجود غطاء جوي ودعم عسكري كبير، إضافة إلى الحاضنة الاجتماعية التي تجدها هناك، ينذر بتحويل دارفور إلى نقطة صراع رئيسية وممتدة. هذا الوضع يهدد بتمزيق النسيج الاجتماعي للبلاد ويفتح الباب أمام مزيد من الفوضى وتوافد المرتزقة من دول الجوار ويصبح السودان بؤرة للإرهاب.

إن الوضع الحالي في السودان يتطلب تدخلاً عاجلاً من قبل حكماء السودان. يجب أن تتوقف هذه الحرب فورًا عن طريق تفاوض جاد يضع نهاية لكل أشكال الصراع في السودان ومن الضروري توحيد المؤسسة العسكرية لتكون جيشًا واحدًا قويًا يحمي البلاد ويحافظ على سيادتها ونضع نهاية لكل هذه الجيوش .

في اعتقادي بان تعيين رئيس الوزراء الحالي جيد يجب ان يشكل حكومة كفاءات مستقلة مؤقته وان نعود إن إلى الحكم اللامركزي فهو الحل الأمثل لهذه الفترة الانتقالية. فمن خلال هذا النظام، يمكن لكل منطقة أن تدير شؤونها الخاصة، مما يقلل من حدة التوترات ويعزز الاستقرار. هذا الترتيب سيمهد الطريق لإجراء انتخابات شاملة ونزيهة، تختار فيها كل ولاية ممثليها وتؤسس لحكومة قوية وموحدة.

السودان وبكل صراحة يمر بمرحلة حرجة، والمستقبل يعتمد على قدرة الجميع على التكاتف والعمل معًا لإنهاء الصراع وبناء دولة موحدة ومستقرة لا تقبل عودة الحرس القديم.

Exit mobile version