
بكري الصائغ
كثيرا ما نستعمل في السودان مقولة نستخدم فيها اللغة العامية مفادها “التالتة واقعة”، وهي تعني حسم الامر نهائيا بعد محاولتين سابقتين، وقد تكون هذه المقولة لها علاقة بالطلاق حيث تكون الطلقة الثالثة هي نهاية العلاقة بين الزوجين ولا رجعة لهما مرة أخرى.
تذكرت هذه المقولة بعد اطلاعي علي خبر هام نشر في صحيفة “الراكوبة” اليوم الثلاثاء ٢٠/ يونيو الجاري، وجاء تحت عنوان:” اشتباكات عنيفة في بحري وإطلاق نار متقطع جنوب الخرطوم”.. وهي أولى المعارك القوية التي اندلعت مع دخول المعارك شهرها الثالث رغم وجود هدنة معلنة بين الطرفين المتحاربين قبل (٤٨) ساعة مضت.
غالبية المواطنين يظنون، ان الطلاق بين القوات المسلحة والدعم السريع قد وقع بشكل نهائي و(خوة فرتق!!) في يوم السبت ١٥/ ابريل الماضي ٢٠٢٣ عندما انقلبت القوات المسلحة علي تؤامها “الدعم السريع”، وبعدها نشبت المعارك الضارية بين الجانبين حتي يومنا هذا ، ولكن حقيقة الامر، ان العلاقة المتدهورة بين الجيش والدعم ظهرت أولى بوادرها بشكل واضح عندما قام البرهان بالانقلاب في يوم الاثنين ٢٥/ اكتوبر ٢٠٢١ دون ان يخطر نائبه “حميدتي” الذي لم يسمع بالانقلاب إلا بعد ساعات من وقوعه لأنه كان خارج السودان، عندها عرف “حميدتي” ان انقلاب البرهان القادم سيكون عليه شخصيا وعلى قوات الدعم السريع.
لم يتاخر “حميدتي” في تجهيز قوات الدعم باحدث المعدات القتالية، وانشأ المزيد من المعسكرات في كثير من المناطق بالعاصمة المثلثة، ومن الغرائب العجيبة في موضوع تمركز قوات الدعم وجود معسكر تابع له علي بعد خطوات من القيادة العامة وفي منطقة كافوري الآهلة بعوائل الناس الكبار!!
خبر صحيفة “الراكوبة” اليوم، والذي جاء فيه:
(…- أفاد شهود عيان بأن اشتباكات عنيفة دارت صباح اليوم الثلاثاء بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بالقرب من المنطقة الصناعية في مدينة الخرطوم بحري، بينما سُمع دوي إطلاق نار متقطع جنوب الخرطوم. وأبلغ زين العابدين الأعيسر (48 عاما) وكالة أنباء العالم العربي بأنه حاول الوصول إلى بيته في حي كافوري بمدينة بحري تفقده وأخذ وثيقة السفر الخاصة به وبعض الأغراض، لكنه لم يفلح، حيث فوجئ بوقوع اشتباكات بين الجيش والدعم السريع بالمنطقة الصناعية القريبة من بيته بعدما تمكن من عبور جسر شمبات الرابط بين بحري ومدينة أم درمان. تأتي هذه التطورات على الرغم من عدم انتهاء سريان وقف إطلاق النار بين الطرفين.).
– انتهى الخبر، الذي قصد ان يفيدنا بوقوع “الطلاق بالثلاثة” بين الجيش والدعم ، وبقيت مسألة من له حق تمليك السلطة معلقة في انتظار ما ستسفره عنها المعارك التي دخلت في شهرها الثالث وينتهي في يوم السبت ١٥/ يوليو القادم ٢٠٢٣