أخر الأخبارعالم السيارات

الترتيبات الأمنية .. تحديات وعقبات التنفيذ

تقرير – عماد النظيف

ثمة عقبات وتحديات تقف في تنفيذ بند الترتيبات، تتمثل في عدم توفير الأموال الكافية لمقابلة إحتياجات الترتيبات الأمنية ، في ظل ظروف إقتصادية بالغة التعقيد ،ويعاني السودان من عدم توفر السلع الاستهلاكية  في الأسواق وإن وجدت فهي بأسعار مرتفعة، بجانب صفوف طويلة للخبز والوقود طال أمدها في جميع ولايات السودان، إزاء كل تلك الأزمات  تظل الحكومة الانتقالية عاجزة عن الأموال الكافية للمواجهة بند الترتيبات الأمنية.

 

ووقعت الحكومة الانتقالية والجبهة الثورية السودانية بمساراتها المختلفة ،في الثالث من أكتوبر الماضي بعاصمة جنوب السودان -جوبا- على إتفاق النهائي للسلام في السودان .

 

وقال مقررالمكتب القيادي للجبهة الثورية محمد زكريا لـ( سودان لايف ) إن الترتيبات الإمنية بدأ تنفيذها ،لكنها تسير بوتيرة بطئة ، ليس كما هو مأمول لأسباب عديدة، تتمثل في عدم توفير الأموال الكافية لمقابلة إحتياجات الترتيبات الأمنية ، وعدم صدور قرار بتشكيل اللجنة الإمنية المشرفة على تنفيذ عمل قوات حفظ الأمن بدارفور، بجانب عدم أصدار قرار يوقف إطلاق النار .

وتابع زكريا ” مازلنا في انتظار صدور هذه القرارات ،وهي محددة وفقاً للمصفوفة الزمنية التي تحدد مواقيت تنفيذ الترتيبات الأمنية “.

سودان أخرى

خروقات في اتفاقية

وبحث وفد الوساطة الجنوبية، الثلاثاء الماضي مع أطراف العلمية السلمية، سبل معالجة المعوقات التي صاحبت ملف الترتيبات الأمنية وتنفيذه.

وأقر مقرر الوساطة د. ضيو مطوك بوجود بعض الخروقات في هذا الملف من دخول للقوات للعواصم والمدن مما يخالف ما تم الاتفاق عليه في سلام جوبا.

وأطلع وفد الوساطة برئاسة د. ضيو مطوك رئيس مجلس الوزراء د. عبد الله حمدوك الدور الذي تضطلع به وساطة جمهورية جنوب السودان في إكمال عملية السلام الشامل بالبلاد.

وقال مقرر الوساطة د. ضيو مطوك ،إن الوساطة التقت كذلك عبد الواحد محمد نور بجوبا مشيراً إلى رغبته في المساهمة في تحقيق السلام.

وقال د. ضيو مطوك في تصريح صحفي عقب اللقاء أنهم أطلعوا رئيس مجلس الوزراء على ما تقوم به الوساطة في جوبا للتواصل مع الحركة الشعبية شمال،
وأضاف مقرر الوساطة أن لقاءهم مع رئيس مجلس الوزراء تطرق لمحور استكمال مؤسسات الحكم الانتقالي بما في ذلك المجلس التشريعي وتعيين الولاة وأكد أنهم لمسوا استجابة من رئيس الوزراء في هذا الأمر، ومن جميع المكونات حرصاً على استكمال هذه المؤسسات في القريب العاجل، لافتاً إلى دور وأهمية البرلمان في البلاد في هذا الوقت تحديداً لدوره المساعد على استقرار وسلامة وأمن السودان.

وأكد مطوك أن الغرض من زيارتهم للبلاد هو الجلوس مع أطراف عملية السلام في إطار تنفيذ اتفاق جوبا لسلام السودان.

وكان عضو مجلس السيادة ،ورئيس قوى التحرير ، الطاهر حجر ،قد كشف لـ( سودان لايف ) عن امتلك حركته بين (500إلى 600) عربة مدججة بالسلاح، وأكد أن قوات الحركات المسلحة لم تصل الخرطوم بعد ،وانما القوات التي وصلت عبارة عن حراسات خاصة للشخصيات مهمة .
وأضاف ” القوات الموجودة في الخرطوم ليس كل القوات الحركات وهذه مجرد حراسات ،وقوات الحركات لو وصلت الخرطوم مافي مكان بشيلها وانا امتلك حوالي 500 الى 600 عربة مسلحة ومناوي حوالي 500 عربية “.

وهذا ما أكده القيادي بالجبهة الثورية لـ(سودان لايف ) أن قوات الحركات المسلحة وصلت مراكز التجميع المخصصة لها ،بغية تنفيذ الترتيبات الأمنية .

تحديات إنتقال

وأكد زكريا أن التحدي المالي عامل أساسي وراء تأخير الترتيبات الإمنية ،وزاد قائلاً :برغم ذلك نؤكد لا توجد جهات تعيق تنفيذ الاتفاقية ، و التأخير بسبب الأزمة الاقتصادية ،وكل الأطراف تعمل على معالجة ملف الترتيبات الإمنية ،وما نحتاج إليه مصفوفة زمنية تصنف الموضوعات ،و مجملة الموضوعات تحتاج لقرارات فورية وأخرى تحتاج لمعالجات إجرائية.

334591 1693988333

تسريح المقاتلين

ولكن المحلل السياسي محي الدين محمد محي الدين يقول لـ( سودان لايف )أن تأخر الترتيب الأمنية في رأي يعود لعدم إكمال الحركات تجميع قواتها بعد وذلك الانقسامات الامبيبية للحركات الموقعة للسلام تعد عاملا من عوامل تفكك تلك الحركات. كما أن العامل المادي يشكل عقبة أخرى خاصة أن الترتيبات الأمنية تتضمن الي جانب الاندماج عملية تسريح المقاتلين ما يتطلب توفير موارد مالية لإعادة ادماجهم في المجتمع بتمليكهم وسائل ملائمة لكسب العيش. ومعلوم ان الحكومة تعاني من مشكلات مالية كما أن ضامني الاتفاق لم يقدموا دعما ماليا لعملية السلام كما أن دعم المجتمع الدولي ما يزال ضعيفا مقارنة باحتياجات الحكومة الانتقالية.

360

ويعتقد محي الدين أن بداية عملية الترتيبات الأمنية ستكون بعد الحصول على تمويل كاف من بعض الدول الضامنة للاتفاق مثل الإمارات وقطر والسعودية وكذلك دعما فنيا من بعثة يونيتامس التي بدأت عملها قبل وقت قصير وهي تحتاج لإستكمال هيكلها والشروع في إجراء الدراسات اللازمة لعملها في دعم عملية السلام وفق الأهداف الاستراتيجية التي وضعت لها وعلى رأسها دعم فترة الانتقال ودعم تحقيق السلام بالبلاد.

وحول عدد القوات الحركات المسلحة قال محي الدين من غير الواضح ما هو العدد المقرر استيعابه ضمن القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى وهذا ربما يعود لسببين: عدم اكتمال عمليات التجميع وبالتالي عدد مقاتلي الحركات ما يزال غير محدد خاصة مع الانقسامات التي تشهدها والتباينات بين قادتها السياسيين والقادة الميدانيين وربما لحساسية الملف المتصل بعملية إعادة هيكلة القوات المسلحة والقوات النظامية ليتوافق قوامها مع المهام والتحديات الأمنية التي تواجه البلاد.

نص الإتفاق

و ينصّ بروتوكول الترتيبات الأمنية على تشكيل قوات مشتركة تحت اسم “القوى الوطنية لاستدامة السلام في دارفور”، مهمتها حفظ الأمن وحماية المدنيين ونزع السلاح في الإقليم، على أن تتكون هذه القوى من الجيش والشرطة والدعم السريع وقوات من حركات الكفاح المسلح.

ونصّ الاتفاق على حصول تلك القوات المشتركة على دعم لوجستي وتسهيلات من بعثة حفظ السلام الدولية، بما في ذلك استخدام طائراتها لتنفيذ مهمتها، وكذلك تتولى البعثة الدولية مهمة مراقبة عمل تلك القوات.

كما نصّ اتفاق الترتيبات الأمنية على إعادة دمج قوات الحركات المسلحة وتسريحها تدريجياً، وفي فترة مدتها (39) شهراً، تُقسم على ثلاث مراحل؛ 12 شهراً و14 شهراً و13 شهراً.

وأكد اتفاق الترتيبات الأمنية على معاملة شهداء الحركات المسلحة، خلال فترة الحرب في دارفور، أسوة بشهداء الجيش السوداني، كما نصّ على تشكيل لجنة خاصة لمتابعة ملف أسرى الحركات المسلحة ومفقوديها، وإجراء المحاسبات القانونية حال ثبوت تصفية المفقودين وعدم معاملهم كأسرى حرب، وكذلك تم الاتفاق على معالجة جرحى الحركات المسلحة في دارفور ورعايتهم.

وحول هيكلة القوات المسلحة، اتفقت الأطراف على إجراء إصلاحات تدريجية في تلك القوات، بما يضمن تمثيل كل الأقاليم، وخاصة المهمشة، وفي كل الرُتب بما في ذلك العليا منها. كما نص الاتفاق على عقيدة عسكرية جديدة.
ولا يختلف بروتوكول الترتيبات الأمنية في مسار دارفور عن بروتوكول مماثل تم التوصل إليه بين الحكومة و”الحركة الشعبية- قطاع الشمال” فصيل مالك عقار، حيث نص الاتفاق أيضاً على تشكيل قوات وطنية مشتركة لحفظ السلام في منطقتي جبال النوبة والنيل الأزرق.

38BC9EE8 A3F1 4565 A505 46F014D220DB.

 

تأهيل وتعويض

ويرى الخبير الأمني طارق محمد عمر، أن العملية السلمية لم تكتمل بعد والقوات تحتاج لتدريب وتاهيل واعادة صياغة،
ويشير إلى أن الاستيعاب سيتم طوعاً في القوات الثلاث وتأهيل وتعويض وتسريح غير الراغبين ،ومن المعوقات عدم دخول الحلو وعبد الواحد في العملية السلمية وتأخر ما وعد به الغرب من دعم مالي .

ويضيف يبدو أن الغرب لن يسلم السودان ما وعد به من دعم الا اذا اكتملت العملية السلمية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى