أبرز المواضيعأخر الأخبارعالم السيارات

الخرطوم وأديس أبابا .. طبول الحرب قُرِعتْ فهل من تراجع..!

أنقرة وجوبا على الخط
الخرطوم وأديس أبابا .. طبول الحرب قُرِعتْ فهل من تراجع..!

دخلتْ قضية الحدود بين إثيوبيا والسودان مرحلة متقدمة من التوتر، عقب استدعاء وزارة الخارجية السودانية، أمس، سفيرها لدى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا جمال الشيخ، للتشاور بشأن التوترات الأخيرة بين البلدين. لتعد الخطوة تطوراً نحو التصعيد الذي ينذر بحرب بين البلدين، لتصبح المواجهات بين الخرطوم وأديس أبابا ليست في مصلحة البلدين. فالأولى تحاصرها الأزمة الاقتصادية، أما الثانية فتعاني من تصدع في الجبهة الداخلية على خلفية الحرب الأهلية الدائرة بين إقليم تجراي والحكومة المركزية.

الخرطوم ـ عماد النظيف

? ممارسات إثيوبيا!
وما يؤكد بأنَّ التوترات بين الجانبين قد تنذر بحرب، ما صرح به عضو مجلس السيادة الفريق شمس الدين الكباشي، الذي قال إن إثيوبيا تمارس ما يشبه الاستيطان الإسرائيلي، خلال تعديها على الأراضي السودانية في الفشقة، مضيفاً :”أن ما ينقص إثيوبيا هو الشجاعة فقط لإعلان الحرب في ظل استمرار اعتداءاتها وحشد قواتها على الحدود”، تلا ذلك التصريح، استدعاء الخرطوم سفيرها بأديس أبابا للتشاور معه فيما يخص العلاقات مع إثيوبيا. وبحسب وكالة إعلام أجنبية، فإن أمر الاستدعاء للسفير يتعلق بالتوتر الحدودي مع إثيوبيا وأزمة سد النهضة.

وبالأمس، قالت وزيرة الخارجية مريم الصادق، إنَّ ادعاءات إثيوبيا بشأن تغول الجيش السوداني على أراضيها منافية للصحة، وتتناقض مع الاتفاقيات الموقعة والمصادق عليها من البلدين،ونوهت بأنه لا يمكن تأجيل وضع علامات الحدود، بحسب بيان للوزارة .

مريم الصادق المهدي 735x443 1

? إغلاق سفارة ما الهدف؟

بينما، أكد الخبير الأمني طارق محمد عمر، أن استدعاء السفير السوداني من أديس أبابا يتضمن إشارة إلى عدم ارتياح الجانب السوداني لردود فعل الحكومة الإثيوبية تجاه استرداد الفشقة الكبرى والصغرى، كذلك عدم ارتياحه من تصريحات السفير الإثيوبي لدى الخرطوم الذي استغنى عن خدمات العمالة المحلية السودانية والإثيوبية وهو أمر يقلق الأجهزة الأمنية تجاه نوايا السفارة نحو البلاد، ويضيف طارق “بشكل عام يعد الاستدعاء مرحلة تسبق طرد السفير أو إغلاق السفارة حال تأزمت الأوضاع” .

MOFA 2

? الوساطة التركية!
لكن الجانب الإثيوبي رأى في توسط دولة تركيا لحل النزاع الحدودي القائم بين البلدين، سيشعرهم بالامتنان، بحسب تعليق متحدث وزارة الخارجية الإثيوبي، دينا مفتي، خلال زيارته لأنقرة برفقة وزير الخارجية، مشيراً إلى إمكانية حل الأزمة الحدودية بين البلدين، بالطرق الدبلوماسية، كما أوصد الباب أمام دخول بلاده في حرب مع الخرطوم، قائلاً :”بلادنا لا تفكر في الحرب في الوقت الحالي”.
بالمقابل، لم تجد الوساطة التركية حماساً من الجانب السوداني، تبدو الخرطوم غير مرحبة بها، وخاصة أن الأخيرة تشكو من احتضان تركيا لقيادات إسلامية تابعة للنظام البائد، وكانت قد استدعت الخارجية السودانية سفير دولة تركيا بالخرطوم لتبلغه احتجاج السودان، على سماح بلاده بأنشطة معادية للخرطوم تنطلق من أراضيها لزعزعة الأوضاع الداخلية.

? حرب ضروس : 
وأرجعت أستاذة العلاقات الدولية أسمهان إسماعيل، أسباب التوترات بين البلدين إلى رفض الجانب الإثيوبي لاستعادة السودان حدوده وطرد المزارعين الأمهرا منها وهم ـ ثاني أكبر قومية في إثيوبيا ـ ويعتمد عليهم آبي أحمد للفوز في الانتخابات بعد فقده لتأييد جماعات الأرومو (أكبر قومية في إثيوبيا) وكذلك جماعة التجراي الذين يخوض ضدهم حرباً ضروساً. وترى أسمهان، أن المواجهات بسبب موقف السودان الداعم لمصر فيما يتعلق بسد النهضة والذي أيدته أمريكا وإسرائيل، وقد تهدف إثيوبيا لإضعاف الموقف السوداني لتقديم تنازل فيما يتعلق بالسد، ولكن المواجهات بين البلدين ليست في مصلحة البلدين فإثيوبيا تعاني من حرب أهلية داخلية والسودان يعاني أوضاعاً اقتصادية سيئة جداً، في ظل حكومة انتقالية بالإضافة لتوقيع اتفاق سلام منقوص غير مكتمل الأطراف مما يسهل اشتعال المنطقة في حالة دعمت الدولتان المتمردين في الدولة المعادية لها، وقد يؤدي هذا لعدم استقرار الإقليم بأكمله. فدخول الوسطاء لحل الأزمة السودانية الإثيوبية هو المخرج الآمن والذي يجنب المنطقة مواجهات قد تؤدي إلى عواقب كارثية تشعل المنطقة بأكملها.

الجيش السوداني قتال 1536x996 1

جوبا على الخط
وبعد أن أصبحت نذر الحرب بين البلدين تلوح في الأفق، دخلت جوبا على الخط فأرسلت المستشار الأمني للرئيس سلفاكير ميارديت، توت قلواك، والذي التقى برئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، داعياً إلى قمة ثلاثية للوصول لاتفاق ورؤية سياسية واضحة، لكن الخرطوم وضعت شروطاً، تبدو قاسية وصعبة التنفيذ من الجانب الإثيوبي، من ضمنها ترسيم الحدود وفقاً لاتفاقية 1902م وهذا ماظلت ترفضه إثيوبيا.

IMG 20210211 WA0047

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى